"لا تحاسدوا ..."

معنى الحسد زوال النعمة عن الغير وهو حرام ، وهو من أمراض القلوب. فلسان حال الحاسد يقول:كيف تنعم يا رب على فلان ولم تنعم علي.والحسد اتَّصفَ به إبليسُ فامتنع أن يسجدَ لآدمَ حسدًا له لما رآه قد فاق على الملائكة بأن الله خلقه بيده ... وعلمه أسماء كل شيء ، "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين" فكان أوّلَ ذنبٍ عُصِي اللهُ به في السّماء،والحسد هو الذي حمل ابن آدم على أن قتل أخاه .
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءادَمَ بِٱلْحَقّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَـٰناً فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلاْخَرِ قَالَ لاَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ"
"ويندفع شر الحاسد عن المحسود بأسباب:
1*: الإكثار من قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي،ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" رواه البخاري.
2*: التوكُل على الله، فمن توكَل على اللهِ فهو حسبه.
3*: التوبَةِ إلى اللهِ من الذنوب فإن الله تعالى يقول: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"
4*: الصدقَةُ ، فإن لذلك تأثيرًا في دفع البلاءِ وشرِ الحاسدِ.
5*: وهو من أصعبِ الأسبابِ على النفسِ ، وهو إطفاءُ نارِ الحاسِدِ بالإحسانِ إليه، فكلما ازداد أذى وحسدًا ازددت إليه إحسانًا...: "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ،وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ،وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" .