ILYES64 عضو نشط
عدد المساهمات : 51 نقاط : 5404 تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| موضوع: شكر النعم , مهم!!! 30/12/2010, 14:39 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يقول الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى:" ياأيها الذين آمنوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ". قال :هو أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، و يشكر فلا يكفر. الشكر: هو عكوف القلب على محبة المنعِم، والجوارح على طاعته وجريانُ اللسان بذكره والثناء عليه.ولا يخفى أن نعم الله تعالى على عباده أعظم من أن تُحصى، وأكثر من أن تعد، قال الله تعالى: {وإنْ تَعُدُّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصوها}.وأجلُّ النعم التي يتأكد الشكر عليها نعم الإِسلام والإِيمان. 1ـ أما شكر اللسان: فهو التحدث بنعم الله تعالى، امتثالاً لقوله تعالى: {وأمَّا بنعمَةِ ربِّكَ فحَدِّثْ} لقوله عليه الصلاة والسلام: "التحدث بنعمة الله شكر" رواه الإمام أحمد في مسنده عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما.ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "عَرض عليَّ ربي، ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً، وأجوع يوماً،... فإذا جعتُ تضرعتُ إليك، وذكرتك، وإذا شبعتُ شكرتُك وحمدْتُك" رواه الترمذي . كما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: "أن عبداً من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضَّلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربنا! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها ؟ قال الله ـ وهو أعلم بما قال عبده ـ: ماذا قال عبدي ؟ قالا: إنه قد قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك. فقال الله عز وجل لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها" رواه ابن ماجه. 2- أما شكر الأركان: فهو العمل لله تعالى، قال تعالى مشيراً إلى أن الشكر هو العمل: {اعملوا آلَ داودَ شُكْراً} وقد أوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عملياً، حين كان يقوم الليل، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه، فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً". 3ـ وأما شكر الجَنان: فهو أن تشهد أن كل نعمة بك أو بأحد من العباد هي من الله تعالى، قال تعالى: {وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}. فلا تحجبك رؤية النعم عن رؤية المنعم . وفي الآثار أن موسى عليه السلام قال: (يا رب خلقتَ آدم بيدك، ونفخت فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته أسماء كل شيء، وفعلت، و فعلت، فكيف أطاقَ شكرك ؟ قال الله عز وجل: علم أن ذلك مني، فكانت معرفته بذلك شكراً). كما قال داود عليه السلام: (يا رب كيف أشكرك وشكري نعمة عليّ من عندك تستوجب بها شكراً ؟ قال: الآن شكرتني يا داود). لو كل جَارِحَة مني لهَا لُغَةٌ تُثْنيِ عَلَيكَ بما أولَيتَ مِنْ حَسنِ لَكَانَ ما زَادَ شُكري إذ شَكَرت به إليكَ أبلغَ في الإحسَان والمننِ وقد وعد الله تعالى المؤمنين أن يزيد نعمه عليهم إِذا هم قابلوها بالشكر فقال: {لئِنْ شكرتُمْ لأزيدَنَّكُمْ}. ثم إن الشكر هو خير وسيلة لبقاء النعمة واستمرارها،قال ابن عطاء الله رحمه الله تعالى في حكمه: (مَنْ لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها، ومَنْ شكرها فقد قيَّدَها بعقالها). كما أن عدم الشكر يا عباد الله ومقابلة النعم بالكفر والجحود يورث غضب الله تعالى وعقابه وسلب نعمته. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: فأعطي ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها، ثم أتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي شعرًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرةحاملاً، فقال: بارك الله لك فيها،.. ثم أتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلى بصري فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي شيء أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدًا. فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحيل ـ أي: الأسباب والطرق ـ في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرًا أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرًا فأعطاك الله؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت، قال: ـ وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ذلك ورد عليه مثل الأول، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت". هذان مثالان للكافر بالنعمة، وأما الثالث صاحب الغنم فإنه مثال الشاكر الذي يعرف نعم الله فيؤدي شكرها كما ينبغي، يقول صلى الله عليه وسلم: "ثم أتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله ـ فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رُضي عنك وسُخط على صاحبيك". أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : "{وضَرَبَ اللهُ مثلاً قريةً كانَتْ آمِنَةً مطمَئِنَّةً يأتيها رزقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مكانٍ فَكَفَرَتْ بأنْعُمِ اللهِ فأذاقَها اللهُ لِباس الجُوعِ والخوفِ بما كانوا يصنعونَ}". .اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً شاكراًَ، وعملاً صالحاً متقبلاً، ويقيناً صادقاً.اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا بنبيك ومصطفاك.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| |
|