elgaid59 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 9744 نقاط : 37937 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
| موضوع: سد بني هارون يهدد أربع ولايات بالغرق 8/11/2007, 23:13 | |
| بسبب توقف محطة الضخ الثانية واستمرار تسرب المياه سد بني هارون يهدد أربع ولايات بالغرق المصدر جريدة الخبر الجزائرية تشتغل محطة الضخ لسد بني هارون جزئيا بعد تعطل الوحدة الثانية، بسبب خطإ في التوصيلات خلال التشغيل التجريبي الذي سبق زيارة الرئيس بداية سبتمبر الماضي، مما يعرّض الولايات الست الممونة من السد للعطش في حال توقّف الوحدة الأخرى للمضخة، خاصة وأن تصليحها يتطلب، حسب خبراء فرنسيين 8 أشهر.كشفت مصادر مسؤولة تتابع ملف سد بني هارون أن كل الدراسات والأشغال التي أمرت بها السلطات لوقف تسرب المياه من السد لم تنجح، حيث قدرت قوة تدفق المياه لديه بحوالي 270 ألف لتر في الساعة. ويتخوف المسؤولون من أن تطال هذه التسربات أساسات السد وجسمه، مما قد يؤدي لانهياره، الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية في سبتمبر الماضي يهدد بغلقه.أكدت مصادرنا أن تخوف رئيس الجمهورية خلال تدشينه لمحطة الضخ التابعة لسد بني هارون في سبتمبر الماضي بميلة، من توقف المحطة عن العمل لأي سبب، وما سيسببه السد من أضرار وأخطار على مواطني الولايات الشرقية الست والأراضي الفلاحية التي تستفيد منه، قد وقع فعلا، وذلك حتى قبل تدشين المحطة، حيث كشفت أن القائمين على المشروع اضطروا للعمل 24 ساعة على 24 ولعدة شهور لتدارك التأخر الكبير الذي عرفه المشروع، وهو ما سبق لـ''الخبر'' وأن تناولته في أعداد سابقة.بعد نجاح عمليات الضخ الخاصة بالوحدة الأولى، انطلق الفريق في تجريب الوحدة الثانية، إلا أنها توقّفت فجأة ولم يستطع الفريق التقني الفرنسي إعادة تشغيلها، ليتبيّن بعد المراقبة الدقيقة للوحدة من الناحية الإلكترونية والميكانيكية أن الخلل يكمن في التوصيلات، حيث عكس التقنيون بعض التوصيلات بين أجهزة المراقبة، المضخة والمأخذ.وشرحت نفس المصادر أن المضخة التي يتمّ تجريبها لأول مرة في العالم مشكّلة من وحدتي ضخ، قدرة كل واحدة منهما 90 ميغاوات، تضخان معا حوالي 23 متر مكعب/ ثانية لارتفاع حوالي 700 متر، كما تضم الأعمال الإلكتروميكانيكية أنابيب جر المياه من المآخذ إلى المضخات، بالإضافة إلى تجهيزات ومعدات تستعمل للتشغيل بما في ذلك أجهزة المراقبة والتحكم، وهذه الخاصيات جعلت المضخة مختلفة تماما من حيث التصميم والعمل عن المضخات التي تستخدم في مختلف سدود العالم.ذات المصادر أضافت أن الصانع الفرنسي للمضخة أكد أن ''المضخة سليمة من الناحية الميكانيكية''، حيث أن الخطأ الذي وقع لم يؤثر، لحسن الحظ، على قطعها الأساسية، إلا أنه يحتاج إلى 8 أشهر لتفكيكها وإعادة تركيبها من جديد لإزالة الخلل نظرا لضخامة الوحدة وتعقيدها، مما يعني أن السد سيعمل طيلة هذه المدة بوحدة واحدة، وهو ما قد يؤثر سلبا على عمل المضخة نظرا لكون السد يموّن مساحة شاسعة من الوطن تتمثل في 6 ولايات شرقية هي قسنطينة، ميلة، خنشلة، باتنة، أم البواقي وجزء من ولاية جيجل بالمياه الصالحة للشرب والتي يستفيد منها أكثر من 5 ملايين مواطن، زيادة على سقي 30 ألف هكتار مساحات فلاحية.هذه الحادثة جعلت مصادرنا تؤكد أن الاعتماد على مثل هذه المضخة سيخلق مشاكل كبيرة في التسيير مستقبلا حتى قبل انقضاء فترة تسيير الصانع الفرنسي لها، والتي ستستمر عشر سنوات لضمان استمرارية عملها وتفادي تعرضها لأية أعطاب، كون أي مضخة حديثة التصميم مثل هذه بها سلبيات خفية حتى الصانع يجهلها لا تظهر إلا بعد الاستعمال المتواصل لسنوات. كما أن أي عطل سيستلزم انتظار عدة أشهر لاقتناء قطع غيار جديدة نظرا لعدم توفرها في السوق الدولية، مما يعني رهن مصير 5 ملايين مواطن وأكثر من 30 ألف هكتار، وهو ما كان يمكن تفاديه لو أكملت الشركة الصينية التي أوكلت إليها مهمة وضع المضخة في بادئ الأمر، حيث اختارت مضخة ذات نظام ضخ مرحلي، إلا أن مسؤولي الوكالة الوطنية للسدود، قرّروا الخروج عن المألوف على اعتبار أن سد بني هارون هو أكبر سد في الجزائر والثاني في إفريقيا بعد السد العالي بمصر، مما جعلهم يختارون هذه المضخة العملاقة التي وضعت داخل برج من الخرسانة المسلحة قطره الخارجي 30 مترا وارتفاعه حوالي 85 مترا يقع ضمن خزان سد بني هارون.هذا الإشكال جعل مسؤولي الوكالة الوطنية للسدود ومعها وزارة الموارد المائية يبدآن التفكير في إنجاز محطة ضخ ثانية تعتمد على النظام المرحلي أو الطبقي، من خلال البحث عن دراسات ميدانية للأرضية المتاخمة لمحطة الضخ الحالية ومعرفة مدى إمكانية بناء المحطة الجديدة، وهذا الحل سيستهلك عدة ملايين من الدولارات وعدة سنوات أخرى، تقول مصادرنا، نظرا لثقل الإجراءات الإدارية التي تتطلب مناقصات دولية سواء في الإنجاز وحتى لاقتناء مضخة جديدة.بلديات جيجل الجنوبية الشرقية مهددة بتسوناميوعن التسربات التي يعاني منها سد بني هارون والتي سبق لـ ''الخبر'' أن كشفت عنها في وقت سابق، قالت مصادرنا أن استمرارها يهدّد جسم السد في حد ذاته، مما يضع حياة عشرات الآلاف من المواطنين الذين يتواجدون شمالي السد، وعلى امتداد مجرى الوادي الكبير في خطر، بل ويتعداه إلى الكائنات الحية بالمنطقة التي ستجرف حتى البحر.ففي حالة تفكّك جسم السد الذي يبلغ علوه 120 متر فوق مجرى الوادي ستدمّر المياه المخزنة والتي تصل إلى قرابة مليار متر مكعب كل المناطق الجنوبية الشرقية لولاية جيجل ابتداء من حمام بني هارون التابع إداريا لولاية ميلة إلى بلدية سيدي معروف والمشاتي المتواجدة على ضفاف الوادي الكبير كمشتة تاسقيف، بلدية الميلية، سهل بلارة والمنطقة الصناعية، سهل بوتايس، بلدية العنصر، سهل بالغيموز، إلى غاية الالتقاء مع البحر في منطقة الجناح بسيدي عبد العزيز وعلى مسافة تقدّر بحوالي 40 كيلومترا، كما سيمس الفيضان آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.مصادرنا أكدت من جهة أخرى أن التسربات توجد في الجهة اليسرى لأساسات السد، والتي بدأت تظهر في أحد أنفاق المراقبة داخل جسم السد إلى أن بلغت قوتها أكثر من 12 بارا، بحيث بدأت الأساسات تلك تنغمر بالمياه بشكل كلي. وقدرت مصادرنا كمية هذه التسربات بحوالي 270 ألف لتر في الساعة، هذا الوضع دفع بالقائمين على المشروع للاستنجاد بالشركة الإيطالية ''تريفي'' المتخصصة في إصلاح تشققات السدود التي بدأت عملها منذ أكثر من سنتين وقامت في بادئ الأمر بزيادة عمق الحاجز الأيسر الواقع تحت الأساسات في محاولة منهم لإبعاد التسرب عن جسم السد وأساساته، إلا أن الأمر لم ينجح، ليكتشفوا فيما بعد أن الخلل يكمن في حاجز الصرف للجهة اليسرى للسد.بعدها قامت الشركة بصب كميات هائلة من الإسمنت المسلح الممزوج بمواد كميائية خاصة ومواد أخرى تشبه الطين، قدرت بحوالي 40 طنا يوميا، مما كلف الخزينة العمومية أكثر من 3 ملايين دولار، ومع ذلك لم يحل المشكل نهائيا وإن تقلص حجم التسرب إلى حدود 72 ألف لتر في الساعة. وذكرت مصادرنا أن العمليات التي تحاول الجهات المسؤولة عن السد ومن ورائها السلطات العليا للبلاد القيام بها ''غير مجدية''، إذ أن هذا المشكل كان من المفروض معالجته خلال مرحلة الإنجاز، وليس في الوقت الراهن، حين تم اكتشاف تدفق كميات كبيرة من المياه من الجهة اليسرى لجسم السد والقادمة من الجبل على بعد يتراوح ما بين 20 و50 مترا من أساسات السد، إذ لم يقم المسؤولون في ذلك الوقت بتحويل هذه المياه بشكل كلي وإبعادها عن الأساسات، مما جعلها تعاود الظهور عند بدء امتلائه داخل غرف المراقبة التي تقوم المضخات المتواجدة بها بطرح المياه المتسربة خارجا، مؤكدين في نفس الوقت أن حث السلطات العليا للبلاد من خلال الزيارات المكوكية لوزير الموارد المائية على التسريع في بدء تزويد الولايات الست بالمياه غرضه سياسي لا أكثر وهو ما قد يضرّ بالسد.من جهتها، لجأت إدارة السد بتوصية من مكتب الدراسات المكلّف بمتابعة المشكل، إلى تفريغ ما يقارب 500 مليون متر مكعب العام الماضي خاصة في فصل الشتاء، وذلك بغرض تخفيف الضغط على جسم السد وكذا للتقليل من قوة المياه المتسربة، ومنه السماح للشركة الإيطالية بصب المزيد من الإسمنت المسلح، وهذه العملية التي تقلصت
بشكل كبير بعد بدء تزويد سكان قسنطينة وميلة بالمياه. ذات المصادر أكدت أن الحل الأمثل لعلاج هذا المشكل هو تفريغ السد نهائيا والعمل على تحويل مصدر التسربات بعيدا عن أساساته، إلا أن الأمر يتطلب على الأقل 3 سنوات لإعادة ملئه من جديد.
من جهتهم، حاول مسؤولو سد بني هارون، خلال استفسارنا عن مدى خطورة التسربات على جسم السد والتهديد الذي يشكله على المواطنين، أن يقللوا من وقع الخطر، وأكدوا أن سد بني هارون مثله مثل كل السدود في العالم يتم ملؤه عبر 3 مراحل وبطريقة تدريجية، حتى تسمح بالمراقبة التقنية لجميع الهياكل الأساسية وتحديد ردود فعلها، وهو ما حدث مع سد بني هارون حيث كانت النتائج إيجابية ومرضية، إلا أن ما وقع هو اكتشاف ظاهرة هيدروجيولوجية مع بدء عملية ملء السد، تتمثل في خلق ضغط تحت الأرض وتسرب كميات من المياه الجوفية دون تحديد كميتها، ونفوا أن تكون قد وصلت إلى 270 ألف لتر في الساعة. إلا أن ذات المسؤولين أكدوا أن هذه الظاهرة لا تؤثر لا على السد ولا على أي هيكل من هياكله الرئيسية، ولو كان الأمر كذلك لما قاموا بمواصلة ملئه أصلا، لكن الظاهرة تبقى غير عادية ويجب معالجتها.
ذات المسؤولين أضافوا أن الشركة الإيطالية التي أنهت عملها منذ قرابة السنة بعد أن عملت لمدة سنة ونصف السنة على معالجة الظاهرة، أعطت نتيجة نسبية لم يحددوها، حيث كان الهدف من هذه الأشغال معالجة الضغط الكامن تحت الأرض والسيطرة على التسرب وقوة الضخ.
ولمعالجة هذه الظاهرة أوصى مكتب الدراسات ''تراكتوبال'' البلجيكي بضرورة القيام بعمليات بحث وتنقيب لمعرفة منبع هذه المياه المتدفقة بالتدقيق ومسار التسرب، مضيفا أن هذه العمليات لا تجبرهم على تفريغ السد لا جزئيا ولا كليا، والكميات التي أفرغت في الأسابيع الماضية تدخل في إطار تسيير واستغلال السدود، حيث قال ذات المصدر ''نحن مجبرون مع بداية كل موسم أمطار على تفريغ كمية من مياه السد لتنقيته من الأوحال التي تترسب في أعماقه، والتي ستعوض بمياه الأمطار النظيفة، كما تهدف العملية أيضا إلى تقليل نسبة تركيز التلوث، إذ وصل ارتفاع مستوى مياه السد حاليا إلى 180 متر من أصل 200 متر أي ما يعادل 400 مليون متر''.
الانزلاق يهدد القناة الرابطة بين سدي بني هارون والعثمانية من جهة أخرى، ذكرت مصادر متطابقة، أن مشاكل سد بني هارون لم تنته بمجرد تدشينه والانطلاق في تزويد الولايات المعنية بالمياه. فبعد التأخر الكبير الذي عرفه خط نقل المياه من محطة الضخ إلى سد العثمانية، وهو خط من الأنابيب والأنفاق طوله حوالي 18 كلم تبيّن أن الأرضية التي يمر عليها بعين التين غير مستقرة نظرا لتعرضها للانزلاق، مما تسبب في ظهور تسربات كبيرة للمياه بعد أن انهار جزء من الأرضية بالقرب من النفق المتواجد بمنطقة عين التين.
ذات المصادر أضافت أن مثل هذه التسربات تؤثر بدرجة سريعة على حدة الانزلاق، خاصة وأن الكميات المتسربة كبيرة جدا نظرا لقوة الضخ الهائلة التي تنتجها المحطة. وقد دفع هذا الوضع بالقائمين على تسيير المحطة إلى الإعتماد على الضخ التدريجي، أي تشغيل المحطة لفترة من الوقت لملء جزء من الخزان المائي الممون لقسنطينة بالمياه الصالحة للشرب ثم التوقف للسماح لفرق الصيانة بتثبيت القناة ومعالجة مشكل الانزلاق. | |
|
dakha1 عضو
عدد المساهمات : 7 نقاط : 6095 تاريخ التسجيل : 16/03/2008
| موضوع: رد: سد بني هارون يهدد أربع ولايات بالغرق 16/3/2008, 12:50 | |
| | |
|