هذه كلمات تلفظت بها أختنا " عائشة " في حوار عبر البرنامج الفضائي
" لو كان بيننا " و قد هزتني كلماتها و زعزعت كياني و جعلتني أشعر بالحزن على حالنا و أتساءل: هل عملنا شيئا للإسلام نفخر به و نقابل به نبينا رافعين رؤوسنا معتزين ، ماذا لو فعلا أتى الرسول صلى الله عليه و سلم بيننا اليوم ؟؟؟ إنه سؤال أريد لكل واحد منا أن يطرحه على نفسه و يجيب عنه بصدق...
تقول أختنا عائشة:
اسمي عائشة و وُلدت بكينيا.. اعتنقتُ الإسلام منذ 10سنوات بعد صراع و بحث طويل في الحياة. قبل إسلامي كنت مضيفة طيران، و كان يبدو أنني كنت أملك كل شيء .. كنت فوق العالم كما يقولون. كنتُ مضيفة طيران ناجحة أكسب القدر الذي أريده من النقود و كان بإمكاني شراء كل ما أشتهيه ومن أي محل في ميلان، في باريس... و مع ذلك كلما اشتريت أكثر كلما زاد اكتئابي.
الحمد لله فمن رحمة ربي أن الإسلام وجدني فأنا لم أجد الإسلام!!!
* ما هو أكثر شيء يعجبك في الرسول صلى الله عليه و سلم؟
إنّ حياته تُدرّس للأطفال و لكل الأعمار و كانت تُدرّس على مدار 15 قرنا، كان أهم رجل في الـ 15 قرنا الأخيرة و سيظل، كان أكثر رجل قــُرأ عنه أو تُكلم عنه و سيظل، أعني أن كل جانب من حياته سُجّل ، كيف كان يعيش أو كيف كان يأكل أو كيف كان يجلس أو كيف كان يتكلم... أعني أنه لا يوجد شخص آخر سُجلت حياته بهذا التفصيل أو أي نبي أو فرد آخر أو أي شيء أُعطي هذا الاهتمام ( سبحان الله ) .. سيكون من الصعب اختيار أي جزء من حياة الرسول صلى الله عليه و سلم نتكلم عنه.
* هل قابلت مسلمين و هل أعلموك عن الإسلام؟
هل كنتُ أعرف مسلمين؟ بل إني أعرف مسلمين منذ أن وُلدتُ، فجيراني كانوا مسلمين و عملتُ مع مسلمين و زملائي مسلمين و أعز أصدقائي مسلمين ، و لكن المحزن في الأمر أنهم لم يدعونا مطلقا للإسلام، كانوا يعاملوننا على أننا هؤلاء الكفار، لم نرَ القرآن أبداً و لم نكن نلمسه، كانوا يقولون عنا نجسين. كنتُ أعرف أنه كان هناك شيء في الإسلام أريد أن أكون جزءاً منه ، و لكن بالنسبة لي لم يكن الإسلام دينا بل كان شيئا يخص العرب و الصوماليين و لم أعلم أنني سأصبح جزءًا من الإسلام، لقد جعلوني أشعر أنني لست مناسبة له، لكم أن تتخيلوا أنني ذهبت إلى مكة و الحج لتسع سنوات كمضيفة طيران مصطحبة الحجاج و أسمع " لبيك اللهم لبيك " و لم أفهم ماذا هو، و لكن الحمد لله من الجائز لم يُكتب لي حينها أن أكون مسلمة لأنه على الأرجح لم أكن لأشعر بنفس الشعور الذي أشعر به الآن بعدما عرفتُ ما هو الإسلام. من المحزن أن يمتلك المسلمون هذا الكنز و لا ينشروه.
* كيف اختلفت رؤيتك عن الرسول صلى الله عليه و سلم قبل الإسلام و بعده؟
قبل إسلامي كان بالنسبة لي مجرد رجل مجنون يحمل سيفا في يده و يهدد كل الناس بقطع أيديهم و رؤوسهم، لم أكن أعرفه لأنه لم يُقدم إليّ ، لا أستطيع القول بأنني كنت أعرف محمداً صلى الله عليه و سلم ، الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه أنه كان علينا معرفة سنة الهجرة لننجح في الامتحان.. بعد الإسلام ماذا يمكنني أن أقول؟ في بعض الأحيان لا يمكنني الانتظار حتى يأتيني الموت لتتسنى لي فرصة رؤيته .. ماذا يمكنني أن أقول عن الرجل الذي اصطفاه الله سبحانه و تعالى ليكون حامل رسالته الأخيرة ، رحمة للعالمين.. ماذا يمكنني أن أقول عن محمد صلى الله عليه و سلم.. أنا لا أملك تلك الكلمات .
* بماذا تنصحين الشباب المسلم؟
لم يفُت الوقت بعد لفتح أعيننا و تأمل العالم ، انتهزوا الفرصة حافظوا على الرسالة، بلغوها، علينا تبليغ الرسالة بالفعل لأننا لا نملك الكثير من الوقت.
كيف لأحد أن يأمل في شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم و قد أنكره في الدنيا.. أن نأمل في أن نسير معه على الصراط يوم القيامة و لم نفعل من أجله شيئا في الدنيا، إنها مسألة حسابية بسيطة.. إذا كنت تحب شخصا فإنك تتبعه و تعمل من أجله، ماذا يمكنك أن تفعل من أجل حبيبك؟ هيا قل ماذا يمكنك أن تفعل من أجل حبيبك ؟؟
* لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم أمامك ماذا ستقولين له؟
إذا لم يُغم علي و مُتّ سأقول له ألاّ يحزن لأن المسلمين في نوم عميق و لأنهم لم يفهموه و أن يدعو لنا نحن المسلمين أن نفيق و نفهم الرسالة و أن نعمل من أجله و نوصل رسالته إلى العالم و ندع الجميع يعرف من هو هذا الرجل.. سأسأله أن يدعو لنا كثيرا و أسأل الله أن يفيقنا من غفلتنا بالرحمة و ليس بمصيبة، الآن قبل أي وقت آخر.. قبل أن تأتي النهاية.
إنها رسالة للمسلمين عامة و الماكثين منهم في الغرب خاصة .. إنه واجبنا أن نعرّف بنبيّنا، بأخلاق ديننا و أن نبلــّغ الرسالة.... ستقول لي أنها مهمة علماء الأمة و الدعاة ... فأقول لك إن الدعوة لا تتطلب منك أن تكون فقيها أو عالما أو خطيبا ، و لكنك بتطبيقك لتعاليم دينك و اقتدائك برسولك صلى الله عليه و سلم و تحليك بأخلاقيات الإسلام تكون قد بلــّغتَ الرسالة .. و أنتِ يا أخيّه إذا التزمت في دينك و تمسكت بحجابك و سرت به في كل مكان فخورة معتزة ،تكونين بذلك آية الله التي تمشي على الأرض تذكــّر الخلق بالخالق سبحانه أينما ذهبت و بالتالي تكونين قد بلــّغت الرسالة.
لكم مني أجمل تحية