هاهي الجزائر تفقد أحد أبرز أبناءها المخلصين، عصمان رضوان، هذا النقابي الفذ الذي أفنى حياته من أجل قضيته ، مناضلا دون كلل ضد الظلم والتعسف،وافته المنية اليوم عن عمر يناهز 56 سنة ، بطبشور في يده و أمام تلاميذه بعد أن أكمل درسه بتفان،ا بمقر عمله بثانوية الأمير عبد القادر .
ما عسانا قوله عن هذا الرجل الشهم الذي عاش للآخرين، حساسا، أمينا مخلصا و رافض لكل شكل من أشكال التسلط أو الترقية الشخصية على حساب الآخرين .
لقد كرس حياته مدافعا عن حقوق المظلومين و الغلابى من أبناء هذا الشعب لا سيما أولئك المنتمين إلى أسرة التربية.
لقد ناضل بصحة أفكاره و قدرته الفائقة على التجنيد و التوعية حتى آخر لحظات حياته حيث كان قد أتم تحرير بيان يدعو فيه الأساتذة للتجند من أجل الدفاع عن حقوقهم المهضومة اثر اجتماع أخير للمجلس الوطني لثانويات الجزائر الذي عقده عشية وفاته.
لطالما سيتذكر الأساتذة نضاله المتواصل من أجل كرامة المعلم و الأستاذ. نضال باشره منذ العديد من الأعوام والذي بدت ثماره جلية للعيان. و لطالما سيتذكره أساتذة البويرة المضربين عن الطعام ، بوقفته اليومية الصامدة بجنبهم في حين تجاهل الكثير انشغالاتهم المشروعة. كما أن " الأساتذة دون إطار " الذين تم تسوية وضعيتهم بعد سنوات من عدم الاستقرار ستبقى راسخة في ذاكرتهم التنسيقية الشهيرة التى أسسها للدفاع عن حقوقهم .
لقد وجد أساتذة التعليم التقني في هذا المناضل الفذ كنزا ثمينا في أفكاره و تحليلاته من أجل كشف مدبري تفكيك التعليم التقني و خلفيات هذا الإصلاح المزعوم .....................و القائمة طويلة.
لقد قال هذا الرجل في أحد الأيام:
" المقاومة مخيلة عملية ترفض حتمية الاستسلام ". لقد رفض طيلة حياته الاستكانة و الرضوخ للظلم و التعسف، ومات موت العظماء.
وعلى اثر هذا المصاب الجلل يتقدم مجلس ثانويات الجزائر لوالديه ، عائلته ، أصدقائه وكل أسرة التربية بأخلص التعازي راجين من المولى عز و جل أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وان إليه راجعون .
المكتب الوطني لمجلس ثانويات الجزائر .
الجزائر في 15 ديسمبر 2007