تــقـديـــم:
تزايد الاهتمام في بداية الستينات و حتى نهاية الثمانينات من القرن المـاضي بتطــــوير التعلـــــــيم و التكوين عبر ميلاد التيار المتمركز حول الأهداف الذي عكس المناخ المنطقي و الفلسفي القائم على القيم المحورية الثلاث المتمثلة في العقلنة و الترشيد و التحكم كاستراتيجية تمكن من ترشيد العمل التربوي ( بناء المناهج، طرائق التدريس، استراتيجيته و أسليب تقويمه) لتحقيق أفضل مردودية .
و تجلى ذلك من خلا ل تبني مدخل التدريس بواسطة الأهداف عبر الصياغة الواضحة و الصريـــحة للسلوكات المتوقعة من التلاميذ في صيغة نشاط تعليمي، والتحديد الواضح للشروط التي يتم فيها النشــــاط و المعايير التي تسمح بتقويمه.
و رغم النجاح الذي حققه هذا التيار إلا أنه لم يكن بمنأى عن الانتقادات مما مكن من ظــهور تيــــار آخر في نهاية الثمانينات يَعرف الآن تطورا معتبرا يدعو إلى الأخذ بمفهوم الكفاءات و يستـند إلى المقاربة بالكفاءات نتيجة لتطور المنظور المعرفي و الأعمال التعليمية المتعلقــــــــــــة ببيداغوجيـــة المشـكـــلات و بيداغوجية المشاريع و انعكاس أثر التطورات الحاصلة في الميدان الاقتصادي و الاجتماعي و المهني.
تدعوا هذه المقاربة إلى تحديد الكفاءات انطلاقا من الغايات الكبرى للتعليم المحـــددة في الوثـــــــائق الرسمية و الوضعيات ذات الدلالة المرتبطة بمادة أو مجموعة من المواد المشتركة.
تقوم هذه المقاربة على مفهوم الكفاءة في التعليم ، وهي قدرة المتعلم على أداء فعل مـــــــا بدرجة من المهارة والجودة ، و مفهوم الأداء هو الفعل الإيجابي النشيط لاكتساب المهارة أو القدرة أو المعـلومة ، والتمكن الجيد من أدائها تبعا للمعايير الموضوعة .
كما تبنّى هذا التيار مفهوم التربية الفعالة التي تهدف إلى بناء الشخصية المـــتوازنة و المتكــافئـــة و المتعادلة من جميع الوجوه جسميا ونفسيا وفكريا و انفعاليا و اجتماعيا و جماليا وإنسانيا.
لقد كانت الممارسات التقليدية تركز على الجانب المعرفي دون سائر الجوانب حتى تحولت المنـاهج في ضوئها إلى عملية تحصيل للمعرفة و اقتصرت وظيفة المنهاج على تقديم المقررات الدراسية.
في حين نبهت الممارسة المعاصرة في ضوء المقاربة بالكفاءات إلى الخبرة التي يكتسبها الإنسان في الحياة بحيث تتسم بالشمول ، و أن المدرسة عندما يقتصر دورها على الاهتمام بالجانب المعرفي فقط فـإن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى تعطيل عملية التفكير البناء و القصور في تكوين المــواقـــــــــــــف و الاتجاهات و القيم المناسبة و عدم اكتساب المهارات اللازمة لمواصلة مسيرة الحياة.
و من هنا تتخذ هذه المقاربة من كافة جوانب الخبرة معرفيا و وجدانيا وأدائيا أهدافا موجهـــة تسعى لتحقيقها.
و لما كانت خبرة الإنسان تتسم بالاستمرارية و التكامل ، مادامت الحياة متجددة ومتكامــلـــــــة في وشائجـها وعلاقاتها، تستلزم المقاربة بالكفاءات أن يكون ثمة مراعاة لتماسك المناهج و تدرجها وترابطها و تكاملهــا من مرحلة إلى أخرى و من قسم إلى آخر و من مادة إلى أخرى و من درس إلى آخــــــر، وأن يكون ثمة تنســيق بين المناهج و مكوناتها عموديا وأفقيا، تحقيقا لتكامل الخبرة، وأن يكون في الوقت نفسه ربط بين ما تقدمه المـدرسة إلى تلاميذها وبين خبرات البيئة و المجتمع والحياة.
و في ضوء التحديات التي تواجه المجتمع كلها و المدرسة خاصة في بداية الألفية الثالثة التي تتصـف بتعقد وضعيات الحياة ( مجالات الحياة) اليومية والمهنية، فإنه ليس للمدرسة من مخرج إلا أن تسلك أيضا نفس طريق تكامل الخبرة و الإدماج للمكتسبات باعتباره يحتل الحيز الأكبر للعملية التعليمية و التكـــوينية و لتحافظ بذلك على مصداقيتها.
مما سبق يتضح أن المقاربة بالكفاءات في مجال بناء المناهج المدرسية تحتل الآن على الأقل الإجـابة الوحيدة التي تمكن من مواجهة تعقد الحياة باعتبارها تركز على معالجة هذا التعقيد.
أولا ـ مفهوم المقـاربة: (approche’ L)
يوجد العديد من التعاريف التي تحاول أن تعطي مفهوما للمقاربة نذكر منها :
أ ـ المقاربة حسب القاموس الفرنسي لاروس ( Larousse ) هي : الكيفية التي يتناول بها موضوع ما أو مشكلة ما.
ب ـ المقاربة حسب تعريف ( Legendre) في قاموسه التربوي ، إنها: كيفية دراسة مشكل أو معالجة أو بلوغ غايـــــة ،
و ترتبط بنظرة الدارس إلى العالم الفكري الذي يحبذه في لحظة معينة , وترتكز كل مقاربة على إستراتيجية للعمل.
ج ـ تعريف "موريس أنجيرس"( Maurice Angers ): المقاربة هي شكل خاص غير متزمت لاستخدام نظرية علمية .
ممــا سبـق يمكن القـول بأن المقـــاربة هي عبـارة عن مجـــموعة التــصورات والمبـادئ و الاستراتيجيات التي يتم من خلالها تصور الكيفية التي يتم وفقها معالجة موضوع ما.
ثانيا ـ تعريف الكفاءة: ( La compétence)
أ ـ الكفاءة لغة : كفى , يكفي , كفاية : إذا قام بالأمر واستغنى به عن غيره، فهو كاف .
ب ـ الكفاءة اصطلاحا : يوجد العديد من التعاريف للكفاءة ذكرها الباحثون و هذا حسب الميدان أو السياق المستعملة فيه.
و كلمة ( Compétence) أصلها لاتيني وتعني العلاقة .و ظهر مصطلح الكفاءة كمصطلح تعليمي أول مـــــــــــرة في الولايات المتحدة الأمريكية في المجال العسكري ثم في التكوين المهني ثم في مجال التكوين بمعناه الشامل .
و في الجانب التربوي قام الباحثون في هذا المجال بوضع العديد من التعاريف للكفاءة نذكر منها ما يلي :
(1) يرى " جيلي بيار " (Gillet P. ) بأن الكفاءة هي :" نسق من المعارف المفاهيمية و العلمية المنظمة في شكل تخطيطات إجرائية , والتي تمكن انطلاقا من فئة من المواقف من تحديد مهمة/ مشكلة و حلها بعمل ناجح ( أداء)".
* يتضح من هذا التعريف أن الكفاءة تتضمن جملة المعارف النظرية و التطبيقية التي تمكن الفرد من حـل مشكلة ما بنجاح انطلاقا من فئة المواقف المحددة.
(2) ترى " تاقليانت " (Tagliante ) بأن الكفاءة : "تتعلق بمهارة ضمن موقف يرتبط بمعارف مـستـنـبطة و أو بالخبرة".
* أي أن الكفاءة ترتبط بالمهارة في علاقتها بالمواقف و المعارف أو الخبرة.
(3) أما "هاملين " ( Hamline) فيعرفها على أنها "مهارة تمكن من التجنيد الفوري انطلاقـا من سجل لحركـات جاهزة "
* أي يعتبرها مرادفا للمهارة العلمية.
(4) يعرفها دي كاتل" ( De Ketele ) و آخرون "بأنها مجموعة من القدرات والاستعدادات المرتبطة فيما بيــــنها ضمن مجال محدد ".
(5) و يعرفها " بورشي" ( Porcher) بأنها مجموعة من المعارف و المهارات و الاتجاهات المنظمة بغية إنجـــــاز مهمة تتصف عموما بالتعقيد و ذلك بطريقة ملائمة".
يتضح من التعاريف السابقة أنها تتفق جميعها على أن الكفاءة ترتبط بالمهارات و القدرات و المعارف
والاتجاهات ضمن مواقف معينة لإنجاز عمل ما , بل هناك من ينظر إليها على أنها مرادفا للقدرة أو المهارة
إلا أنها تختلف من حيث المكونات التي تتضمنها الكفاءة وشروط تحقيقها و من حيث المجال الذي ترتبط به
كما أنه يمكن استخراج مجموعة من المؤشرات من التعاريف السالفة الذكر كما يلي :
ـ إن الهدف الرئيسي للكفاءات هو أداء مهام وحل مشاكل و إنجاز مشاريع.
ـ تتضمن مكونات الكفاءة في الوقت نفسه المعارف و المهارات و الاتجاهات .
ـ التأكيد على فكرة إدماج و تكامل هذه المكونات.
ـ التـأكيد على فكرة التحويل و التكيف، فالكفاءة لا تتحدد بالنظر إلى وضعية واحدة و إنما بالنظر إلى مجموعة من
الوضعيات المعقدة.
ـ التأكيد على فكرة أن الكفاءة قابلة دائما للتطور و التدعيم.
ثالثا ـ المقاربة بالكفاءات : ( approche Par Les Compétences’L )
هي مقاربة تعتمد أساسا على التوجه نحو تنمية الكفاءات لدى التلاميذ و إعطائها الأولوية في بناء المناهج باعتبارها نقطة الانطلاق عوضا عن الاهتمام بتدريس المعارف. و باعتماد المقاربة بالكفاءات يمكن الوصول إلى:
ـ أن الكفاءة تعمل في وضعية إدماج و تكامل , و يعني ذلك وضعية معقدة تتطلب توظيف جميع المكتسبات التي تعلمها التلميذ في وضعيات تعلمه السابقة و بالتالي فهي نشاط معقد يتطلب إدماج المعارف و المهارات و الاتجاهات الشخصية بدل التركيز على تكديس المعارف.
ـ أن وضعية الإدماج هي أقرب وضعية ممكنة للوضعيات الطبيعية التي سيوجهها التلاميذ فيما بعد.
ـ تتوجه الكفاءة نحو تنمية الاستقلالية لدى التلاميذ.
ـ تتحدد الكفاءة بناءًا على فئة من الوضعيات.
ـ أن المهنة تمارس من خلال مجموعة من الكفاءات , و كل كفاءة تتطابق مع مجموعة من الوضعيات التي تلتقي
فيما بينها .
ـ أن تحديد الكفاءة يتطلب قبل كل شيء حصر مجموعة من الوضعيات المهنية من أجل وضع التداريب الوثيقة
الصلة بها.
ـ أن تحديد الكفاءة يعني تحديد مهارة في مجابهة وضعية / مشكلة ،و هذا الوصف يقود إلى انتقاء معارف متعددة
و إقصاء معارف أخرى.
رابعا ـ أنواع الكفاءات : يجد المتتبع للمجال التربوي فيمل يتعلق بالكفاءات عدة أنواع أو تصنيفات منها :
1 ـ الكفاءة الدنيا (La Compétence minimale):
تُعرف الكفاءة الدنيا على أنها مستوى خاص من المعارف و المهارات , تعد مقبولة بالنظر إلى معيار أو مجموعة من المعايير الظاهرية و تتنوع أساسا عندما يتعلق الأمر بقدرة موزعة بطريقة مستمرة ( القدرة على الرســــــم مثلا ) أو حسب امتلاكنا لقدرة ما أو عدم امتلاكنا لها ( معرفة الحروف الأبجدية ) و تفرض نفس الكفاءات الدنيا لمجموعة عمرية دون أن نأخذ بعين الاعتبار الفروقات في الاستعدادات و سياق المجتمع أو المحيط.
2 ـ الكفاءة المتحولة (La Compétence Transférable ) :
يعبر مفهوم الكفاءة المتحولة عن فكرة الكفاءة التي من المحتمل أن تطبق في مجالات ، محتويات ، مهــــــــارات ، وضعيات مختلفة ، وعن فكرة التنظيم الأكثر ترتيبا ( Hiérarchisée) لكفاءات الفرد بالنظر إلى أن بعض الكفـــــاءات الخاصة تعتبر مشتقة من الكفاءات الأكثر عموما.
3 ـ الكفاءة العرضية (La Compétence Transversale):
و هي مجموعة منظمة من المعارف و المهارات و الاتجاهات التي تسمح للتلميذ أن يتكيف ضمن مجموعـــــــة من الوضعيات و أن يحل المشكلات و ينجز المشاريع .
فالكفاءة العرضية تعني الكفاءة المتقنة من طرف التلميذ أثناء النشاطات المتصلة بمواد مختلفة , حيث تتضـــمن كـل مادة مكونات خاصة ( المفاهيم ، الأدوات المستعملة ، معايير التحليل , أنماط العلاقات بين المعلومات ).
4 ـ الكفاءة المرحلية (La Compétence Intermédiaire ):
تعرف الكفاءة المرحلية على أنها مجموعة من القدرات المتكاملة، تسمح بممارسة نشاط أو مهمة أو وظيفة بشكل فعال في وضعية بيداغوجية محددة تسهل و تساعد على تنمية الكفاءة.
و بذلك تعد الكفاءة المرحلية وسطا بين القدرات بمكوناتها المختلفة و الكفاءة الختامية , فهي ذات مستوى أعـــلى من القدرات و المهارات و الأدوات التي تشكل المكونات الأساسية للكفاءة.
5 ـ الكفاءة الختامية (La Compétence Produit ou Terminale):
تصف الكفاءة الختامية (أو النهائية )ما يمكن أن يكون الشخص قادرا على القيام به في مجابهة نوع من الوضعيات.
6 ـ الكفاءة المندمجة (La Compétence Intégrative ):
تكتسي الكفاءة المندمجة دلالتها من مفهوم الإدماج (Intégration ) بحيث تتضمن المحتويات المعرفية و الأنشطة التعليمية و الوضعيات التي تمارس فيها هذه الأنشطة،فهي تعمل في وضعيات معقدة تتطلب توظيف كل المكتسبـــــــــات السابقة وإدماج المعارف والاتجاهات و المهارات لتكون كلا متكاملا يمكن من مواجهة وضعيات معقدة.
خامسا ـ خصائص الكفاءة:
1 ـ شاملة و إدماجية : حيث تتطلب تداريب في المجالات الثلاث ( المعرفية، الوجدانية , الحس/حركية ) و ذلك باعتبار
ملاءمتها للإستجابة للحالات الاجتماعية.
2 ـ الكفاءة ذات طابع نهائي: بمعنى أن الكفاءة تعبر عن ملمح ذو غاية وظيفية اجتماعية و يعد ذلك تتويجـــــا لطور أو
مرحلة أو عملية تكوينية .
3 ـ تقوم الكفاءة على قابلة تحقيق أعمال متعددة ضمن سياقات مختلفة لكنها تنتمي لنفس الفئة من المواقف أي أنهــــــا مرتبطة بجملة من الوضعيات ذات المجال الواحد.
4 ـ الكفاءة غالبا ما تتعلق بالمادة : أي من وجهة نظر ديداكتيكية يمكن استنتاج الكفاءة من بنية المادة الدراسية ، حيــث
تقوم بتوظيف المعارف والقدرات والمهارات يتعلق أغلبها بمادة واحدة ، و هذا لا يمنع وجود كفاءات تتعلق بأكـثر
من مادة .
5 ـ الكفاءة قابلة للتقويم : وذلك من خلال سلوكات قابلة للملاحظة والحكم عليها بالإعتماد على مؤشرا و أدوات التقويم.
سادسا ـ الكفاءات و المفاهيم المجاورة لها :
1 ـ المهارة (Habileté ):
أ ـ مفهوم المهارة : يمكن تعريف المهارة على أنها القدرة على أداء مهام معينة بكيفية دقيقة أو متناسقة أو ناجحة . يترجم هذا
الأداء التحكم في أهداف مهارية، و تعني خصوصا معرفة كيف نعمل ( Savoir-faire), مثل مهارات القـراءة
ومهارات حركية.
* وتتعلق المهارات على مستوى التعليم بعدة أنشطة منها :
ـ أنشطة حركية تتصل بالمهارات اليدوية و الجسمية.
ـ أنشطة مهارية تلفظية مثل النطق و الكتابة واستقبال الأصوات.
ـ أنشطة مهارية تعبيرية مثل الرسم والموسيقى.
ب ـ مستويات المهارة : تحدد للمهارات ثلاث مستويات :
1 ـ مهارات التقليد والمحاكاة : و يتم تنميتها بواسطة تقنيات المحاكاة والتكرار.
2 ـ مهارات الإتقان والدقة : وتنمى بالتدريب و التمهين.
3 ـ مهارات الابتكار و التكيف و الإبداع وتنمى بالعمل الجماعي أو الذاتي الموجهين.
2 ـ القدرة ( La capacité) :
أ ـ مفهوم القدرة: يوجد عدة تعاريف للقدرة نذكر منها ما يلي :
• تعريف دي كاتل ( De Ketele J.M) : "القدرة هي إمكانية مبرهن عنها لإبراز معرفة أو مهارة أو اتجــــاه ، إن القدرة هي تطوير ( تحسين ) للاستعداد".
* يتضح من هذا التعريف أن القدرة ترتبط بمختلف أنواع المعارف (معرف و مهارات و اتجاهات )، إنها تستند إلى الاستعداد باعتبارها تنمية له وبذلك يمكن القول بأنه لا قدرة بدون استعداد.
• تعريف تاقليانت ( Tagliante C): " القدرة هي استعداد مكتسب أو قابل للاكتساب و النمو خلال التـــــــدريب ( التعلم) تمكن التلميذ من النجاح في نشاط فكري".
* يظهر هذا التعريف ارتباط القدرة بالاستعداد و قابليتها للنمو و التطور.
• تعريف بورشي ( Borcher B.) : "القدرة هي مجموعة من الاستعدادات التي يوظفها الفرد في مواقف مختلفة يعبر عنها بفعل غير قابل للملاحظة و لا للتقييم و هي عبارة عن محور تكويني يتدرج من خلاله التلميذ."
* يتضح من هذا التعريف أيضا أن القدرة تتصل اتصالا وثيقا بالاستعدادات و أنها تعبر عن قدرة الفـــــرد على مواجهة مواقف مختلفة.
* كما أن القدرة تعبر أيضا عن استطاعة الفرد ـ أثناء مواجهة مشكلات و وضعيات جديدة ـ على استدعاء معلومات أو تقنيات مستعملة في تجارب سابقة .
كما أنها تدل على جملة من الإمكانيات التي تمكن فردا ما من بلوغ درجة من النجاح في التعلم أو في أداء مــهام مختلفة.
* كما أن مفهوم القدرة عموما هو مكون من مكونات الكفاءة حيث نجد أحيانا تعبيرات مثل : الكفاءة هــي القدرة على استعمال المعارف في وضعيات محددة .
* لذلك يتطلب تحديد مفهوم القدرة من ناحية تحديد الكفاءة و من ناحية أخرى تجاوز الصعوبات المتعلـقة بالتمييز بينهما.
مما سبق يمكن القول أن القدرة عبارة عن صفات تتحدد بما يمكن أن يؤديه الفرد أو يقوم به فـــــي اللحظة الراهنة ، إنها امتداد و تطوير للاستعدادات.
ب ـ خصائص القدرة : يمكن حصر خصائص القدرة فيما يلي :
• خاصية الاستمرار والديمومة.
• عمومية القدرة.
• خاصية التناسب مع بنية الشخصية البشرية.
• خاصية الاكتمال.
• خاصية التيسير.
• عدم القابلية للملاحظة و التقييم.
• صياغة القدرة بفعل ذهني.
• القدرة هدف تكويني.
• القدرة عرضية.
ج ـ أنواع القدرات :
توجد ثلاث أصناف من القدرات حسب المجالات التي تعمل فيه وهي :
(1) القدرات المعرفية .
(2) القدرات الوجدانية و الاجتماعية.
(3) القدرات الحس/حركية.
القدرة و الإستعداد
القــــــــــــــــــدرة
استعداد مكتسب
استعداد متطور
الـتـلـمـيـذ نجـــاح
الإســـتعـــداد
فـطــري
مكتسب
نشـاط تعليمـي خـــاص
من روافد القدرة
ينمي ويطور القدرة
إنجــاز المهام و الأعمــال
3 الأداء (أو الإنجاز) ( La performance) :
أ ـ مفهوم الأداء أو الإنجاز: يمكن تحديد الأداء انطلاقا من التعاريف التالية:
* عرفه" دي كاتل" ( De katele) و آخرون بأنه: نتيجة متحصل عليه من طرف شخص في لحظة معينة من تعلمه.
يتضح من هذا التعريف أن الأداء يمثل ما يمكن أن يقوم به الفرد في مرحلة من مراحل تعلمه و يبرز من خـلال
النتائج المتحصل عليها في هذه المرحلة.
* بينما عرفه " بيرزيا" ( Birzea) بأنه : يتمثل في التحقيق الآني للمهمة بالرجوع إلى عمل محدد بدقة .
يعبر هذا التعريف عن ارتباط الأداء بالمهمة التي يقوم بها الفرد من خلال عمل فوري محدد بدقة سلفا.
* و عرفت تاقليانت ( Tagliante C) الأداء بأنه : نشاط قابل للملاحظة منجز من قبل تلميذ، يمكن قياسه أوتقديره.
يتضح من هذا التعريف أن الأداء يعبر عن النشاط الذي يقوم به التعلم بعد مروره بخبرة تعليمية يكون قابــــــــلا للقياس و التقدير.
من التعاريف السابق يمكن القول أن الأداء يتمثل فيما يتمكن الفرد من تحقيقه آنيا من سلوك محدد ، و يستطيع الملاحظ أن يسجله بأعلى درجة من الوضوح ، ويتجلى في التحقيق الآني لمهمة معينة أو هدف محدد.
ب ـ مستويات الأداء : يمكن التمييز بين ثلاث مستويات من الأداء:
(1) الأداء الأقصى : يقصد به أفضل أداء يستطيع المتعلم أن يقوم به ، معبرا بذلك عن أقصى إمكاناته التعلمية.
(2) الأداء الأدنى : ويقصد به الحد الأدنى المقبول الذي يمكن للفرد أن يجسده انطلاقا من نشاط تعليمي محدد.
(3) الأداء المميز: و يقصد به ما يؤديه المتعلم بالفعل و طريقة أدائه وليس ما يستطيع أدائه فقط .
ج ـ خصائص الأداء : يمكن تحديد خصائص الأداء في النقاط التالة:
ــ يعد الأداء المؤشر القاعدي للكفاءة.
ــ يمثل العامل الذي تتجزأ من خلاله الكفاءة.
ــ يتم تنظيم تطور الكفاءة من خلال تدريج صعوبة الأداء.
ــ إنه العنصر الأساسي الذي تقدم من خلاله الكفاءة.
ــ يطبق الأداء في وضعية فرعية من مجموع الوضعيات التي تعبر عن الكفاءة.
ــ يضبط الفعل السلوكي و المستوى الدراسي.
ــ يعد الأداة التي تتحدد من خلالها شروط ومعايير النجاح.
د ـ مكونات الأداء : يتكون الأداء من العناصر التالية :
ــ الفعل السلوكي القابل للملاحظة.
ــ المحتوى الذي يدور فيه هذا الفعل المتمثل في المعارف والنشاطات و المواقف الدقيقة التي تجـــــــــري فـــي
ظروفها خاصة وفريدة من نوعها .
4 ـ السلوك ( Comportement) :
السلوك أو التصرف هو موضوع علم النفس أساسا و مختلف العلوم الإنسانية. و هو يشمل نشاط الإنسان و حــــتى
الكائن الحي, في تفاعله مع بيئته من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التكيف معها.
و السلوك بهذا المعنى الشامل يتضمن ما هو ظاهر يمكن للآخرين ملاحظته، كما يتضمن أيضا ما هو غير قـابــــل للملاحظة إلا لصاحبه، مثل التفكير الصامت و التخيل و التذكر و الأوهام و المخاوف و الآلام و الغيرة والحسد...، و ما إلى ذلك من الانفعالات التي تصاحبها مظاهر تكشف عنها.
بل إن السلوك يتضمن ما لا يستطيع أن يدركه حتى القائم به ذاته ، مثل ما يعتمل داخل النفس من دوافع ورغبات و مخاوف لاشعورية، وحتى إن شعر بها فهو لا يعرف كنهها الحقيقي كسلوك النائم في تخيلات أحلامه...
كما يتضمن السلوك بالمثل ما تقوم به أجهزة جسمنا من نشاط قد نستطيع عند التركيز الإحساس بها كالتنفس و نبض القلب و حركات العين ،و عن نشاطات لا نستطيع الإحساس بها حتى لو رغبنا في ذلك , مثل إفرازات الغدد و نمو خلايا الجسم .
و السلوك بهذا المعنى يشمل مختلف أنشطة الكائن الحي أو الفرد الإنساني، بل حتى الجماعة الصغيرة أو الكبيـــرة يكون لهما سلوك يميز خصائصها و يعبر عن أفكارها و معتقداتها و مبادئها..
لذلك فالسلوك يتضمن مختلف المفاهيم السالفة الذكر(الكفاءة ، المهارة ، القدرة ، الأداء ) و يشملها فهو أعم وأشمـل منها ، بحيث أن الكفاءة أو الكفاءات لا تكون إلا مجموعة أو مجموعات صغيرة لمجموعة السلوك.
مستويات الأهداف و الكفاءة
الغــايـــات
فلسفة التربية و توجهات السياسة التعليمية للدولة
المرامـــي
نويا قطاع التربية و نظامه التعليمي
الأهداف العامة
القدرات و المهارات و المواقف التي سيكتسبها المتعلم
الكفاءة الختامية
مجموعة من الكفاءات المرحلية
والتي هي عبارة عن جملة من نواتج التعلم
مستوى الكفاءة
ضبط الكفاءة المرحلية أو
القاعدية و تحديد عناصرها بما يتناسب و الكفاءة
أهداف التعلم
صيغ و عبارات تحدد المهام التي
ينتظر من التعلم القيام بها وفق
شروط و معايير محددة
الوحدة التعليمية
الـــــوضعية
هي الإشكالية التي يتم طرحها كوضعية تعلم
عند توظيف مجموع المعارف و القدرات
من أجل أداء نشاط محدد
تخطيط العمل
1 ـ إعداد الوسائل اللازمة
2 ـ وضع التعليمات المتعلقة بالأداء
3 ـ إعداد نماذج وأدوات للتقويم
سابعا ـ المقاربة المعتمدة في تناول الكفاءات :
تقوم المقاربة المعتمدة في تناول الكفاءات على أساس تحليل الكفاءة إلى مكوناتها الأولية و عناصرها البسيطة التي تتمثل في الأداء أو الإنجاز الذي يعد القاعدة الأساسية لتكوين الكفاءات, هذا التحليل يعمل على دراسة هذه العنــاصر دراسة تفصيلية لفهم أنماط العلاقات و التفاعلات الموجودة بينها لاستنباط الروابط التي تحكمها.
و لهذا فإن المقاربة التحليلية في التعامل مع الكفاءة تعني ممارسة التحليل انطلاقا من متغير واحد يتــــــصف بالتركيب و التعقيد للوصول إلى عناصره الأساسية البسيطة، التي يمكن من خلالها التحكم في عمليات بناء هذه الكفـــاءة. مع الإشارة إلى أنه ينبغي النظر إلى هذه العناصر ليس كتجميع لمجموعة من العناصر دون وجود روابط تحكمها ؛ بــــل ينبغي النظر إلى أن كل عنصر من هذه العناصر يشغل موقعا محددا داخل تنظيم معين يكون نسقا, و تشكل مجموعــــــة عناصره بنية هذا النسق.
وعلى هذا فإننا نجد :
ــ أن الكفاءة الاندماجية تتكون من مجموعة من الكفاءات الختامية.
ــ أن الكفاءة الختامية تتكون من مجموعة من الكفاءات المرحلية.
ــ أن الكفاءة المرحلية تتكون من مجموعة من الكفاءات القاعدية.
ــ أن الكفاءة القاعدية تتكون من مجموعة من القدرات .
ــ أن القدرات تتكون من مجموعة من اللأداءات ( الإنجازات ).
أي أنه يتم النظر إلى العلاقات الموجودة بين هذه العناصر ضمن نظام كلي , انطلاقا من نظرة شمولية تتناول مفــهوم الكفاءة و تعالجها من نواحي شتى ، كما تعتبرها ظاهرة كلية ذات مظهر شامل تتفاعل فيه مجمــوعة من الــعوامــــــــــل المتضافرة فيما بينها.
غير أن هذا النسق لا يعمل بمعزل عن الأنساق الأخرى ( كالنسق التعليمي , و النسق التربوي ،.. ) التــــــي تشمله و التي هي أيضا تعمل و تتفاعل مع أنساق أخرى مجاورة ،كالنسق الاقتصادي والنسق الاجتماعي و النسق الثقافي و النسق السياسي.
مما سبق يمكن القول أن المقاربة التي يمكن اتباعها هي مقاربة تعمل على معالجة موضوع الكفاءات من خلال ثلاثة أبعاد : بعد تحليلي , بعد بنائي و بعد نسقي.
و بالتالي فهي مقاربة تحليلية تركيبية في إطار نسقي .
يوضح الشكل كيفية تحليل أو بنـاء ( تركيب ) الكفاءات في إطار نسقي
الكفـــاءة
المـــــندمجــة
الكفـــاءات
الختـــــــــاميــــــــــــة
الكفـــــــــــاءات
الــــــــــــــــمرحلـــــــيــــــــــــــة
الكـــــفـــــــــــــــــــــــــــاءات
القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعديــــــــــة
الــــــــــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرات
ا لأ د ا ء ا ت ( الإنـــــــــــــــــجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازات )
ثامنا ـ قوائم القدرات و الكفاءات :
1 ــ قائمة القدرات ( الكفاءة الدنيا ):
1.1 قائمة القدرات العقلية: المعرفة ـ الفهم ـ التطبيق ـ التحليل ـ التركيب ـ التقويم.
2.1 قائمة القدرات الوجدانية :التقبل ـ الاستجابة ـ التثمين ـ التنظيم ـ التمييز بقيمة أو بمنظومة من القيم.
3.1 قائمة القدرات الحس/حركية :الإدراك ـ التهيؤ ـ الاستجابة الموجهة ـ ـ العفوية
ـ الآلية ـ الاستجابة المركبة ـ التكيف ـ إبداع أنساق حركية.
2 ــ قائمة الكفاءات المرحلية:
ــ كفاءة التحكم . ــ كفاءة التحويل . ــ كفاءة التعبير ( الإبداع ).
3 ــ قائمة الكفاءات الختامية :
ــ الكفاءة الفكرية ــ الكفاءة المهنية ــ الكفاءة المنهجية ــ الكفاءة الشخصية ــ الكفاءة الاجتماعية ــ كفاءة الاتصال.
تاسعا ـ مستويات الصياغة :
1 ـ صياغة الهدف التعليمي الإجرائي : الأداء = (فعل السلوك + محتوى الدرس ) +شرط+ معيار .
2 ـ صياغة الكفاءة الدنيا: قدرة + مضمون دراسي.
3 ـ صياغة الكفاءة المرحلية : كفاءة التحكم = (قدرة المعرفة + قدرة الفهم)+ مضمون دراسي.
كفاءة التحويل = (قدرة التحكم + قدرة التطبيق)+ مضمون دراسي.
كفاءة التعبير = (قدرة التركيب + قدرة التقويم ) + مضمون دراسي.
4 ـ صياغة الكفاءة الختامية : توجد العديد من الاقتراحات لصياغة الكفاءات الختامية منها :
ـ إما بمجموعة من القدرات التي تدور في سياق معين ( على أن يكون مجموعها أكثر من قدرتين)
ـ أو بمجموعة من الكفاءات المرحلية تدور في نفس السياق أيضا.
ـ أو بمصادر شاملة (مثل المعبر عنها بـ : إعداد ـ إنجاز ـ تكوين ـ تنمية ـ تحسين ـ تحقيق ـ
اكتشاف ـ المشاركة في ـ التدريب على ـ المبادرة بـ ـ التشجيع على ...إلخ )
عاشرًا ـ المصادر و الأفعال المعبرة عن الكفاءات :
1 ـ المصادر المعبر عن الكفاءة الختامية : إعداد ـ إنجاز ـ تكوين ـ بلورة ـ إنشاء ـ تنمية ـ تحسين ـ
تحقيق ـ تعميق ـ اكتشاف ـ المشاركة في ـ التدريب على ـ المبادرة بـ ـ التشجيع على ...إلخ
2 ـ المصادر المعبر عن الكفاءة المرحلية :
ـ كفاءة التحكم : المعرفة ( التذكر ) + الفهم.
ـ كفاءة التحليل : التطبيق + التحليل.
ـ كفاءة التعبير ( التعبير): التركيب + التقويم.
3 ـ الأفعال المعبرة عن الكفاءة الدنيا:
بالمجال المعرفي : يعرف ـ يفهم ـ يطبق ـ يحلل ـ يركب ـ يقوم.
بالمجال الوجداني : يتقبل ـ يستجيب ـ يثمن ـ ينظم ـ يتميز بـ .
بالمجال الحس/حركي : يلاحظ ـ يتهيأ ـ يستجيب ـ يدرك ـ يتكيف مع ـ يتعود ـ يبدع.
إحدى عشر ـ المبادئ التي تميز المقاربة بالكفاءات :
1ـ تنظيم برامج التكوين انطلاقا من الكفاءات الواجب اكتسابها.
2 ـ تعين الكفاءات وفق السياق الذي تطبق فيه.
3 ـ وصف الكفاءات بالنتائج والمعايير المرتبطة.
4 ـ مشاركة الأوساط المعنية ببرنامج التكوين في مسار إعداد هذا البرنامج.
5 ـ تقييم الكفاءات انطلاقا من النتائج والمعايير المكونة لها.
6 ـ اعتماد التكوين على الجانب التطبيقي خاصة.
أثنى عشر ـ إستراتيجية التدريس بالمقاربة بالكفاءات :
استراتيجية التدريس بالمقاربة بالكفاءات هي خطة محكمة البناء و مرنة التطبيق يتم من خلالها استخدام كافة الإمكانيات و الوسائل المتاحة بطريقة مثلى لتحقيق كفاءة مرجوة ، وتتضمن أشكالا من التفاعل بين التلميذ و المدرس و موضوع المعرفة.
و هذه الإستراتيجية تعكس التطور المميز للنشاط التربوي بشكل عام و للعملية التعليمية بشكل خاص سواء في مجال اختيار الطرائق الفعالة المناسبة و استغلال الوسائل التعليمية الملائمة وكذا في نوع التقويم و أدواته.
وتبرز معالم التجديد في استراتيجية التدريس بالمقاربة بالكفاءات على الخصوص في ما يلي :
1 ـ التركيز أكثر على نشاط المتعلم لتحقيق النقلة النوعية من منطق التعليم إلى منطق التعلم.
2 ـ الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين و وتيرة كل متعلم في النشاط التعليمي.
3 ـ إدماج المعارف و القدرات وفق صيرورة بناء الكفاءة أو تنمينها.
4 ـ استقلالية المدرس في اختيار الوضعيات و الأنشطة التعليمية التي تهدف إلى تحقيق الكفاءات المرجوة.
5 ـ استخدام و توظيف الطرائق و الوسائل التي تنسجم مع المعطيات التعليمية الجديدة.
6 ـ إيلاء اهتمام بالتقويم التكويني، والتركيز عل أداء المتعلم في صيرورة التعليم.
و على ضوء ما سبق فإن استراتيجية التدريس بالمقاربة بالكفاءات تتطلب :
1 ـ تنظيما جديدا لعلاقة التفاعل بين المدرس والمتعلم في العملية التعليمية ، و ذلك بتولي المدرس دور
الموجه و المنشط و المنظم.
و كذا تيسير التعلّم على المتعلمين بقيام المدرس دور الوسيط بين المتعلم والموضوع ، وإعطاء
دور أكثر إيجابية للمتعلم في اكتساب تعلمه من خلال وضعه في وضعيات تعلمية مناسبة أو في وضعيات حل المشكلات مجندا بمختلف قدراته للقيام بذلك .
2 ـ تنظيم وهيكلة الأنشطة التعليمية و إنجازها بإدماج العناصر المتجانسة لمختلف الأبعاد و السلوكات
المستهدفة من خلالها في وحدات تعليمية ملائمة ، يختلف حجمها باختلاف الكفاءات التي تندرج في
سياق بنائها ، بدءا من الكفاءات القاعدية مرورا بالكفاءات المرحلية و انتهاء بالكفاءات الختامية.
3 ـ احترام مبدأ التدرج في المنهجية البنائية ؛ و التي تقتضي الأخذ بعين الاعتبار الإشكالية المطروحة من
حيث اكتساب الكفاءات و بناء المفاهيم و معالجة الوضعيات.
و يكون ذلك انطلاقا من وضعيات مألوفة بسيطة مناسبة لمستوى المتعلمين ثم التدرج في الصعوبة
وصولا إلى نوع من التجريد و التعميم .
بـنــاء كفــاءة ختــامــيـة
( وحدة تعليمية ـ مجـال ـ فصـل سـنة ...)
تحديد الكفاءات القاعدية أو المرحلية
ضبط أدوات التقـويم
(المعايير ، مؤشرات الكفاءة )
تحديد الوسائل التعليمية المناسبة
ثلاثة عشر ـ عوامل اكتساب الكفاءات:
ــ الاستعداد: الرغبة في اكتساب الكفاءة.
ــ المعـارف: الإلمـام بالقواعد النظرية.
ــ الأ د ا ء : القيـام بالتجارب والإنجازات.
ــ القــدرة : الإنجاز يؤدي إلى اكتساب مجموعة من القدرات.
ــ المهارة : اكتساب القدرة بشكل منسجم و متوافق يؤدي إلى اكتساب المهارة.
ــ الكفـاءة : ممارسة المهارة بشكل أكثر انسجاما و توافقا وبالتحكم في عدد كبير من العمليات العقلية و
في ظروف معقدة و وقت مناسب.
أربعـة عشـر ـ مواصفات الأستاذ الكفء في ظل التدريس بالمقاربة بالكفاءات :
• التوافر على القدرات والمهارات التي تسمح بالتعاون مع مختلف الوضعيات التعليمية.
• التحكم في المادة المدرسة.
• التحكم في فصاحة التعبير.
• توقع ردود أفعال المتعلمين .
• التعمق في تناول المحتويات.
• التعاون مع الوسط التربوي.