عدد المساهمات : 9744 نقاط : 37937 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
موضوع: معبر للمشاة غارق بالمياه: يسمونه جسر موسى 2/9/2012, 18:25
....... معبر للمشاة غارق بالمياه: يسمونه جسر موسى
السلام عليكم
التصميم الهندسي المعماري هو أصل التركيز في موضوعي على رغم غرابة المعبر الذي يخترق المياه، غارقاً تحته يعبرونه الزوار والمياه على مستوى وجوهم وكأنهم يمشون عليها ومن هنا جاء التشبيه والتسمية بجسر موسى.
ولكن ما يدفعني للحديث عن هذا الموضوع هو بساطة التصميم الذي يدلنا على ذكاء وموهبة غير عادية على مجموعة المهندسين التي أستطاعت بتصميمها أن تحول المنطقة الى مركز سياحي يستطيعون من خلاله جذب الكثير من الناس المُهتمين بتراث بلادهم لزيارة قلعة هالسترين الحربية الدفاعية في هولندا من القرن السابع عشر.
كان من الصعب الوصول لتلك القلعة الاثرية التي تعتبر شاهداً على حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الهولنديين عبر الاودية والمنحدرات، والوصول اليها كان يتطلب حمل قارب أو أية وسيلة لعبور النهر مسافات طويلة، حيث كان من المستحيل على معظم الناس أن يقطعونه سباحة، وكما أن بناء جسر طائر فوق النهر للمشاة يتطلب مشقة كبيرة نسبة لعدم إمكانية وصول المعدات الضخمة التي تُستخدم في إنشاء مثل تلك الجسور.
شركة رو كوستر وشركة أي دي كيل للهندسة المعمارية قاما بتصميم وبناء جسر لعبور مُدهش للمشاة غارق في المياه، مما أعطاه تمييزا عن باقي التصاميم، وبهذا الانجاز صارت الزيارة ذو فائدة مزدوجة، مرة لغرابة صمود القلعة ومرة لناحية غرابة التصميم.
خشب الجسر من أكثر الاخشاب متانة وصلابة من نوع الآكويا، وهو يعتبر من الاخشاب التي تُعمر طويلاً وهي مُقاومة للأهتراء وللمياه، وحتى خشب السلالم الذي يُوصل للقلعة من نفس النوعية ولكن ما يُميزه أكثر هو كيفية تدعيمه وتثبيته بطريقة مستدامة في القعر، مما جعله مُقاوما لأنسياب المياه من تحته.
إن العبور على الجسر، وحسب ما عبر أحد المارة وكأنك تمشي على وجه المياه وإن من أطلق عليه تسمية جسر موسى كان صائباً، فهو إستطاع ان يجسد الصورة في مخيلة كل من سمع به ولم يراه.
جسر موسى في هولندا، معبر للمشاة نحو قلعة من القرن السابع عشر، فقط من أجل الحفاظ على التراث والتاريخ، وكم نحتاج من جسور محبة وتواصل في بلادننا العربية ليس للحفاظ على التاريخ او التراث، بل للحفاظ بالحد الادنى على الترابط الأنساني بين مختلف شعوبنا العربية مهما تنوعت أهواؤهم أو ألوانهم، فهناك ما هو أكبر.
و نستشهد بعبارة لأحد البلغاء: إنه لا يمكننا أن نفعل الكثير من الاشياء الكبيرة والمهمة في حياتنا، ولكننا يمكننا أن نفعل الكثير من الاشياء الصغيرة بمحبة عظيمة.