elgaid59 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 9744 نقاط : 37936 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
| موضوع: شرح تفصيلي عن قناة بنما 27/9/2012, 18:30 | |
| ......... السلام عليكم قناة بنما تعود فكرة إنشاء القناة إلى القرن التاسع عشر بعد أن نجح الفرنسيون في الأعوام بين 1859 و 1869 في حفر قناة السويس التي ربطت بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لتختصر المسافة القارات ، حيث بدأ الفرنسيون الاتجاه غربا يدرسون وسيلة مماثلة لربط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادي عبر أقرب نقطة تفصل بينهما في أراضي دولة لم تكن موجودة في ذلك الوقت بل كانت أراضيها مجرد مقاطعة من أراضي ما كان يعرف بكولومبيا الكبرى نسبة لكريستوفر كولومبوس مكتشف الأميركيتين.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الانجاز النهائي للمشروع ، من خلال التصميم والتنفيذ وتجاوز العقبات الكبيرة التي أخرت العمل ، وبددت الكثير من المال والأرواح حتى تاريخ انتهاء العمل في مشروع القناة الذي وصلت تكلفته حينها إلى 380 مليون دولار أمريكي تقريبًا.
***وصف القناة ...
تختصر قناة بنما المسافة بين المحيطين الأطلسي والهادئ ، حيث تعبر السفن القناة من المحيط الأطلسي في الشمال الغربي إلى المحيط الهادئ في الاتجاه الجنوب الشرقي . وتخترق القناة برزخ بنما الذي يربط بين القارتين ، حيث تمتد القناة مسافة 63*81 كم ، بدءاً من خليج ليمون على المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ ، ويبلغ عرض أضيق جزء من القناة في معبر جيلارد 150 مترًا فقط ، أما عرض أوسع جزء من القناة فيقع عند بحيرة جاتن، التي تبلغ مساحتها 422كم2.
تؤمن القناة عملية نقل السفن خلالها وفق ثلاث مراحل تتطلب تغيير مستويات المياه في حجرات مائية خاصة ( ثلاث أطقم من الحجرات ) تدعى الأهوسة ، تعمل على رفع السفن وخفضها من مستوى إلى آخر، وقد بنيت تلك الأهوسة على شكل أزواج بغرض تمكين السفن من المرور في كلا الاتجاهين في آن واحد. يبلغ طول الهويس المستخدم 300م، وعرضه 34م، وبعمق 20م ، و تحدد أبعاد الهويس حجم السفن التي بوسعها استخدام القناة ، فعلى سبيل المثال لا تتمكن ناقلات النفط التجارية العملاقة أو حاملات الطائرات العملاقة التابعة للأسطول الأمريكي من المرور بهذه القناة ، فكانت تعد تلك المسألة إحدى عيوب القناة التي كانت سببا في عملية توسعة هائلة تكاد توازي عملية البناء الأساسية للمشروع ، ستكلف البلاد فيما بعد الكثير من المال والجهد والوقت .
تدخل السفينة المبُحْرة من المحيط الأطلسي عن طريق خليج ليمون ميناء مدينة كريستوبال بالقرب من مدينة كولون. في الوقت الذي تكون فيه السفينة لاتزال في المياه العميقة، يصعد أحد مرشدي القناة على ظهر السفينة قادمًا من قارب صغير، ولدى صعوده يصبح مسؤولاً مسؤولية كاملة عن السفينة أثناء رحلتها في القناة. وبعد المرور خلال الحاجز المنصوب في مدخل الخليج، تتجه السفينة جنوبًا في القناة لمسافة 11كم في طريقها إلى هويس جاتن.
و في 7 مايو عام 1914 م عبرت أول باخرة بمشهد يلقط الأنفاس مجرى وتقسيمات القناة التاريخية ،التي يرتفع قاعها أكثر من 25 م عن مستوى سطح البحر والتي تجتازها سفن ذات أبعاد محددة، باستخدام نواظم ومراكز تحكم خاصة ، وبدقة وتنظيم متكاملين ...
أهوسة جاتن.
تبدو أهوسة جاتن وكأنها سلالم عملاقة. تتكون تلك الأهوسة من ثلاثة أزواج من غرف إسمنتية تعمل على رفع السفن لمسافة26م فوق مستوى البحر تقريبًا، لتنقلها إلى بحيرة جاتن. وهناك قاطرات صغيرة تعمل بالتيار الكهربائي وتسمى البغالPiers، تسير على سكك حديدية على جانبي الأهوسة . تساعد تلك القاطرات على وضع السفن في الأهوسة وتثبيتها. كما أنها تسحب السفن الصغيرة وترشدها أثناء عبورها الأهوسة. وتعبر السفن الكبيرة خلال الأهوسة بقوتها الذاتية، إلا أن القاطرات تساعد في سحبها وإرشادها.
ولدى اقتراب السفن الصغيرة من الغرفة الأولى تتوقف محركاتها. أما السفن الكبيرة فتبقى محركاتها في حالة تشغيل، ويقوم عمال القناة بتثبيت نهايات حبال القاطرات بالسفينة. وبعد ذلك تقوم القاطرات بسحب السفن الصغيرة، أو تعمل على المساعدة في سحب السفن الكبيرة، إلى الغرفة الأولى، وتغلق البوابات الفولاذية الضخمة خلف السفينة. ويقوم عمال القناة بفتح صمامات تسمح بتدفق الماء من بحيرة جاتن إلى الغرفة من خلال فتحات في الجزء السفلي من الهويس. وخلال مدة تتراوح ما بين 8 إلى 15 دقيقة يرفع الماء المتدفق السفينة ببطء. وفي الوقت الذي يصل فيه مستوى الماء المتدفق إلى مستوى الماء في الغرفة الثانية تنفتح البوابة الموصدة أمام السفينة، إلى الخارج فتسحب القاطرات السفينة أو تساعدها على الانتقال للغرفة الثانية، ومن ثم يرتفع مستوى الماء ثانية. وتتكرر هذه العملية إلى أن تعمل الغرفة الثالثة على رفع السفينة إلى مستوى بحيرة جاتن.
بحيرة جاتن.يقوم عمال القناة بإرخاء الحبال فتبحر السفينة خارج الهويس بقوتها الذاتية. وبعد ذلك تشق طريقها جنوبًا عبر المياه الهادئة لبحيرة جاتن، ثم تمر عبر سد بحيرة جاتن نحو الجهة الغربية من الأهوسة. والجدير بالذكر أن هذا السد الذي تبلغ سعته 18 مليون م3 من الماء، هو أحد أكبر السدود في العالم. لقد كون سد جاتن هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 422كم²، بحجزه مياه نهر شاجريز، الذي يصب في المحيط الأطلسي بالقرب من نهاية القناة. تتابع السفينة سيرها عبر البحيرة من أهوسة جاتن إلى جامبوا، سالكة طريقًا في القناة يبلغ 35كم، وهذا الطريق كان في الماضي واديًا لنهر شاجْريز
تبرز قمم الأشجار والتلال، في هذا الوادي فوق الماء، والواقع أن المياه كادت تغمرها، عندما قام المهندسون بإغراق الوادي لإنشاء بحيرة جاتن. فكانت أزهار البنفسج والأوراق الخضراء لنبات الزنبق، تطفو على سطح البحيرة. وهذه النباتات بسيقانها الخشنة الطويلة، قد تتشابك مع مراوح السفن، ومن ثم تشكل خطرًا على الملاحة. ولذلك تقوم الدورية بالقضاء على ملايين النباتات للمحافظة على تأمين سير السفن في القناة.
معبر جيلارد.[/size] #000066]]عندما تصل السفينة، إلى الطرف الجنوبي الشرقي لبحيرة جاتن، فإنها بذلك تدخل معبر جيلارد الذي يبلغ طوله 13كم، وعرضه 150م وعمقه 13م في أقل المناطق عمقًا. وكلمة معبر مصطلح هندسي يشير إلى قناة أو ممر تم إنشاؤه اصطناعيًا. ويمتد معبر جيلارد بين جولد هل شرقًا وكونتراكتر هل غربًا. وكان معبر جيلارد يسمى أصلاً معبر كوليبرا إلا أنه في عام 1913م أعيدت تسميته تكريمًا للمهندس ديفيد دوبوس جيلارد المسؤول عن الحفر بين التلال. ترفع الآلات الوحل والأتربة باستمرار من أجل المحافظة على القناة خالية من الانزلاقات الأرضية. والواقع أنه في بعض السنوات رفعت تلك الآلات ما مجموعه 800*000م3 من الأتربة من معبر جيلارد.
أهوسة بيدرو ميغويل وميرافلوريس.size] بعد أن تخرج السفينة من معبر جيلارد، تسحب القاطرات السفينة أو تساعد على سحبها إلى أهوسة بيدرو ميغويل. تخفض هذه الأهوسة منسوب ارتفاع المياه إلى مسافة تسعة أمتار في مرحلة واحدة لتدخل السفينة بحيرة ميرافلوريس، ومن ثم تبحر السفينة مسافة 2*4كم عبر البحيرة لتصل إلى أهوسة ميرافلوريس. وهنا تقوم غرفتان بإنزالها لتصبح في مستوى المحيط الهادئ. وتعتمد المسافات التي يجب أن تقوم الغرف بإنزال السفينة إليها، على مدى ارتفاع المد أو الجزر في المحيط الهادئ. ويصل الفرق بين أعلى ارتفاع للمد وأدنى انخفاض للجزر عند طرف القناة المتصل بالمحيط الهادئ إلى نحو أربعة أمتار. أما تقلبات المد والجزر في المحيط الأطلسي فتتغير صعودًا أو هبوطًا بمعدل 60سم يوميًا تقريبًا.
وبعد خروج السفينة من الأهوسة، تتجه عبر قناة طولها 13كم فيما بين أهوسة ميرافلوريس ونهاية القناة. وفي رحلتها هذه تمر بمدن بالبوا ولابوكا ومرتفعات بالبوا، كما تمر السفينة أيضًا تحت جسر تاتشر فيري، الذي بلغت تكلفته عشرين مليون دولار أمريكي. ويُعد هذا الجسر حلقة وصل مهمة في الطريق العابر للأمريكتين. وبعد أن يغادر مرشد السفن تدخل السفينة خليج بنما، ثم تشق طريقها باتجاه البحر المفتوح. وبذلك تكون قد قطعت مسافة تزيد قليلاً على 80كم، فيما بين المحيطين الأطلسي والهادئ خلال ثماني ساعات تقريبًا.
***قناة بنما حديثا ...
في عام 1986م شرعت الولايات المتحدة واليابان وبنما في إجراء دراسات لمقترحات بشأن توسيع القناة، أو شق قناة جديدة على مستوى سطح البحر. فالقناة الراهنة ليست بالاتساع الكافي لمرور ثنائي الاتجاه، وأن ممرًا مائيًا في مستوى البحر لا يتطلب وجود أهوسة. والواقع أن كثيرًا من السفن لا تتمكن من المرور عبر نظام الأهوسة الحالي. وفي عام 1992م بدأ العمل في توسعة القناة وسيكتمل بعد عشرين عامًا. وفي 14 ديسمبر 1999م، أقامت رئيسة بنما مايريا موسكوزو احتفالات عودة القناة لبنما.منقول | |
|