......
الأخطاء التصميمية المعمارية التاريخية والحديثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف: انطوان فينيي فكرة: جان بوندروس
الناشر: كورت إي لونج
عندما يستعرض التاريخ المعالم المعمارية يقدمها على أنها تصاميم إبداعية ومثالية، ويتجاهل بقصد أو بدون قصد ذكر الأخطاء التصميمية،
إلا أن كبار المعماريين يرون غير ذلك فالأخطاء المعمارية تدوم وتظهر ولو بعد حين.
هذا الكتاب الفريد من نوعه يحاول أن يستعرض الأخطاء التصميمية المعمارية التاريخية والحديثة
ويحدد أنواعها بدءً من الأخطاء الإنشائية ـ وما أكثرها ـ التي تأتي في المقاوم الأول ، فالإنشاء يعد الجانب الأكثر تحدياً لقوانين الطبيعة
ثم تأتي القرارات التصميمية التي يمكن أن يكون لها تأثيراً سلبياً على أسلوب حياة المستخدمين أو المجتمع أو معتقداته أو أخطاء تقدير تكاليف الإنشاء
التي تتضخم مع تقدم تنفيذ المشروع، وهناك أخطاء معمارية تتسبب في الإضرار بالبيئة ومنها ما لم يؤخذ في الإعتبار مثل العواصف والأعاصير و ارتفاع منسوب المياه
أو الزلازل التي تنتج من تحولات بيئية لم تكن متوقعة.
يحتوي الكتاب على 33 مثالاً لهذه الأخطاء من قصور وأسوار دفاعية وعمائر سكنية ومكتبية وطرق وجسور ومشاريع عمرانية تخطيطية ومعتقدات معمارية
قامت على دراسات خاطئة، ومن هذه الأمثلة اخترنا الأمثلة التالية التي رأينا أهمية ذكرها للقارئ. تحصينات بابل ( 359 قبل الميلاد)
بابل من أكبر المدن التاريخية
تعتبر بابل من أكبر المدن التاريخية وكان لبابل سور مزودج منيع ذو أبواب كبيرة وبالرغم من حصانتها استطاع قورش ملك الفرس أن يدخلها بعد حصارها،
لأنه بدلاً من أن يقتحم الأسوار مباشرة أختار أهم نقاط ضعفها التي تمثلت في بوابات كبيرة كانت تسمح بمرور النهر إلى داخل المدينة
فقام قورش بتحويل النهر وبذلك أنخفض مستوى المياه، الأمر الذي ساعد على دخول الجيش عبر هذه البوابات.
تصور لأسوار بابل وبواباتها
هرم ميدوم (2600 ـ 2500 قبل الميلاد)
أطلق عليه الهرم الكذاب لأنه يفتقد إلى الأوجه المستقيمة الملساء والتي كانت تميزت بها أهرامات الجيزة ،
ويعتقد أنه أول هرم تم بناءه على شكل أهرامات الجيزة ، وقد صاحبه الكثير من الأخطاء التي أدت إلى تهدم جوانبه.
فيبدو أنه بني على شكل مدرج ثم أراد الملك سنفرو أن يصبح شكله هرماً متكاملاً هندسياً وهنا حدث خطآن أساسيان :
الأول هو أن الإضافات الحجرية الجديدة للأوجه لم تقم على أساسات صلبة وقوية،
أما الثاني فقد صفت الأحجار على الجاف ولم يتم ربط الأحجار فيما بينها بأي مادة لاصقة.
لقد قام الملك سنفرو بعد ذلك ببناء ثلاثة أهرامات ومنها أهرامات دهشور تم عمل فيها ميولاً مختلفة للأوجه بحيث لاينهار البناء.
هرم ميدوم حالياً
قطاع في هرم ميدوم
أحد اهرامات دهشور واختلاف درجات الميول
برج بيزا المائل (1173 ـ 1372م)
بدأ إنشاءه في 1173م ويرجع سبب ميوله إلى طبيعة الموقع ذات التربة الغير متجانسة والتي لم تستطيع أن ترفع الأحمال الناتجة عن استخدام الرخام الثقيل.
توقف البناء عندما اشتعلت الحرب التي استمرت 100 عام ، وشكل هذا وقتاً كافياً لكي تستقر قواعد البناء ويظهر الميول،
كان البناء 3 أدوار فقط وبعد إنتهاء الحرب تم إضافة 4 أدوار إليه على الرغم من ميوله الواضح.
وفي عام 1272م حاول المعماري معالجة الميول شكلياً ليظهر المبنى أقرب إلى الاستقامة إلا أن ذلك أضاف ميولاً جديداً ،
وفي نهاية القرن الرابع عشر الميلادي تم إضافة دور ثامناً ، حتى وصلت درجة الميول في القرن العشرين إلى 5 درجات،
وتمت عدة محاولات لمنع البرج من الإنهيار أخفقت في البداية ونجحت في النهاية.
سور الصين العظيم (1368 ـ 1850م)
صنع أحد تجار التحف الأثرية الإنجليز أسطورة هذا السور في القرن السابع عشر الميلادي عندما قال أنه يمكن رؤيته من القمر ،
فالصورة التقليدية لسور الصين التي انطبعت في أذهان الناس كسور حجري وبأبراجه الدفاعية هي صورة سور ضخم و منيع،
والحقيقة التاريخية تؤكد أنه لم يوقف هجمات المغول. كما أن الرحالة المعروف ماركوبولو لم يذكره في رحلاته إلى الصين مما يؤكد أن أهميته لم تظهر إلا حديثاً.
المدينة الحدائقية لإينزر هاورد (1902م)
أعتبرت المدن الحدائقية من أكثر الأفكار التخطيطية التي أثرت على العمران الحديث، أعتمدت فكرتها على شراء أراض زراعية وتخطيطها وتحويلها إلى أحياء سكنية .
تم بناء أكثر من مدينة على هذا النمط في بداية القرن العشرين الميلادي (ليتشورت 1920 ) في إنجلترا وفي( ايرفين 1959م وسن سيتي في أمريكا 1960م)
إلا أن هذه المدن كانت دائماً تقع على مسافات بعيدة من المراكز العمرانية الكبيرة وافتقدت الحركة الحياتية،
ولم تستطع أن توفر الاحتياجات الحياتية المقبولة لسكانها من فرص عمل وتنوع خدماتي .
فيلا سافوي المشهورة للمعماري لوكوربوزييه (1931م)
بالرغم من تسجيلها كأحد المعالم المعمارية العالمية منذ عام 1965 لأنها كانت تمثل العمارة الحديثة
بكل ما فيها من مزايا المسقط الحر السطح الأفقي الذي يمكن الحياة فيه، ورفع البناء بأعمدة للسماح بحرية الحركة تحته،
بالإضافة إلى الشكل الهندسي النقي المجرد الذي تميزت بها العمارة الحديثة. إلا أن العلاقة بين المعماري وملاك الفيلا لم تكن جيدة،
فلقد أعيد رسم المخططات أكثر من خمس مرات وبعد إنتهاء البناء اشتكى ملاكها من تسرب المياه عبر أسقفها وعدم كفاية التدفئة.
مسكن فارنسورث ـ أمريكا للمعماري ميس فاندروه
هذا المسكن الذي صممه المعماري الألماني المعروف بميس يعد أحد أهم مشاريعه السكنية. فالمسكن عبارة عن علبة من الزجاج ذو مسقط مستطيل حر.
بعد إنتهائه قدمت مالكته شكوى ضد المعماري لأن المسكن مثل البيوت الزجاجية ترتفع حرارته بفعل جدرانه الزجاجية في الصيف ،
وكذلك في الشتاء يصعب تدفئته ، كما تتجمع الحشرات حوله في الليل نتيجة لإنارته .
ستاد مونتريال للألعاب الأولمبية - كندا (1976م)
لقد كلف إنشاءه مبالغ طائلة أضطرت البلدية إلى الاستدانة وأمضت 30 عاماً بعدها لتسديد ديونها.
ستاد ماركانا الشهير (ريو دي جانيرو) البرازيل (1950م )
بالرغم من عدم إكتمال إنشاءه في الوقت المحدد أجريت عليه المباراة النهائية لكأس العالم بين البرازيل والأورجواي. في عام 1992م
نتيجة لعدم صيانته انهارت أجزاء كثيرة من مدرجاته، وهو الآن قيد التجديد بمناسبة كأس العالم 2014م التي ستجرى في البرازيل.
برج خليفة ـ دبي ، الإمارات
هذا البرج هو أعلى برج في العالم (ارتفاعه 800 م) و أصبح رمزاً لمدينة دبي، صممه المكتب المعماري العالمي إس. او. إم الذي صمم من قبله أبراج هامة .
لقد وجهت إلى هذا البرج إنتقادات كثيرة تركزت في نظام التخلص من النفايات
نتيجة لعدم توفر السعة الكافية في نظام المجاري بالمدينة لاستقبال الكم الكبير من النفايات والتخلص منها ،
يتم نقل النفايات بواسطة شاحنات التي تصطف يومياً بجانب البرج لحمل هذه النفايات إلى مراكز المعالجة.
منقول