.........
الكتاب المدرسي :
يعد الكتاب المدرسي نوعا خاصا من الكتب الموجهة إلى جمهور معين، وهم التلاميذ. وهو يحوي بين دفتيه المقرر الدراسي الخاص بكل مادة تعليمية، العلوم، التاريخ، الرياضيات...إلخ ولمختلف المستويات التعليمية، السنة الأولى، السنة الخامسة...إلخ
هذا، وقد ظهر استعمال الكتاب المدرسي لأول مرة على يد كومنيوس COMENIUS (1592-1670) حيث ألف كتابا مدرسيا موجها لكل من المعلـم والتلميـذ تحـت عنـوان "باب مفتوح للغـات" Porte ouverte des langues سنة 1633 . وبإنجازه لهــذا العمل، فتـح بابا
بيداغوجيا لكيفية تعليم اللغة للصغار . وقد زين الكتاب ببعض الصور الجذابة الموضحة لمعاني الكلمات .
ومنذ هذا العمل ازداد الاهتمام بالكتاب المدرسي من طرف المربين، سواء من حيث المحتوى والشكل أو إيديولوجية المجتمع. و في سنة 1833 أقر GUIZOT قانون حرية استعمال الكتاب المدرسي تحت إشراف مفتشي المدارس ومراقبة مدى مطابقة الكتاب للمحتوى الدراسي.
و نظرا لتنوع الكتاب المدرسي صدر سنة 1876 قانون JULES FERRY الذي نصّ على إيلاء المفتشين ومديري المدارس، دون سواهم صلاحيات تحديد نوع الكتاب الخاص بكل مستوى، وتحت إشراف الوزارة الوصية.
القيمة البيداغوجية للكتاب المدرسي :
يعتبر سندا موحدا للتلاميذ بالدرجة الأولى؛ فهو يحتوي على دروس البرنامج، مع بعض التمارين، ومن ثم فهو مرجع أساسي لهم. كتب بأسلوب هادف يجلب انتباه التلاميذ خاصة في المراحل الأولى من التعليم.
أما النوع الثاني من الكتاب المدرسي فهو يحمل اسم "كتــاب المعلــم" إذ يتضمن التوجيهات التربوية و يحدد الطرائق البيداغوجية المستعملة في تدريس شتى المواضيع المقررة ، كما أنه يعد دليلا تربويا، حيث يحتوي على حلول وإجابات ذات صلة بالدروس.
كتـاب اليـوم: خضع الكتاب المدرسي منذ ظهوره إلى يومنا هذا إلى سلسلة من التغيرات من حيث المضمون والشكل ونوعية الورق والإخراج والطبع بفضل تطور وسائل الطباعة والنشر.
و على الرغم من التوجه الجديد نحو ابتكار جيل جديد من الكتب، وذلك على شكل أقراص مضغوطة C.D.ROM فإنه يمكن اعتبار هذا التوجه مجـرد آفاق، ويبـقى الكتاب المدرسـي الحالي الوسيلة التربوية الوحيدة التي يمكن أن تعمر طويلا في انتظار ميلاد الجيل الجديد.
بيانات عن محتواه :
صناعة المنهج
تعتبر عملية صناعة المنهج من أهم الخطوات التي يترتب عليها تبعات العملية التعليمية بأسرها، وفي ضوء سلامة اتخاذ إجراءات وفعاليات صحيحة مراعية للاتجاهات الحديثة، تكون العملية التعليمية صالحة أو غير صالحة.
آليات صناعة الكتاب المدرسي
مواصفات تأليف الكتاب المدرسي:
1- مقدمه تبين أهداف الكتاب، وتوضح للمتعلِّم كيفية التعامل معه بالصورة المثالية.
2- يحقق أهداف المناهج.
3- يتماشى مع فلسفة التربية التي ارتضاها المجتمع.
4- يراعي العادات والتقاليد والتراث الثقافي للمجتمع.
5- يحترم ذكاء الفرد المتعلِّم وقدرته على الإبداع والابتكار.
6- يساعد على الكشف عن ميول المتعلِّمين وحاجاتهم ومطالب نموهم، والعمل على إشباعها.
7- يساعد على استخدام أسلوب التفكير العلمي في حل المشكلات.
8- يساير النظريات التربوية الحديثة،ومنها الانتقال من المحسوس إلى المجرد، ويراعى إيجابية المتعلِّم،ويأخذ بمبدأ التعلم الذاتي،ويثير الدافعية لدى المتعلِّمين.
9- يكسب المتعلِّمين بعض المهارات والاتجاهات المرغوب فيها.
10- يتماشى مع مستوى النضج العقلي للمتعلِّم.
11- يراعي الفروق الفردية بين المتعلِّمين.
12- يتناسب مع الخطة الدراسية المخصصة للمحتوى.
13- يراعي التوازن بين موضوعات الكتاب ووحداته.
14- يراعي الجوانب اللغوية،كسلامة اللغة،وجمالها،ومناسبتها للرصيد اللغوي للمتعلِّم، وعلامات الترقيم بأشكالها المختلفة.
15- تنظيم محتوى الكتاب المدرسي على أساس سيكولوجي مع مراعاة الارتقاء بالخبرة، واختيار العناوين الرئيسة والفرعية للموضوعات.
16- تزويد الكتاب بما يلزم من معينات تربوية مناسبة لكل موضوع.
17- تزويد الوحدات بنماذج تقويمية متنوعة،تساعد على قياس أهداف المنهج.
18- اختتام الكتاب بقائمة من المراجع التي من الممكن أن يرجع إليها المتعلِّم عند الحاجة، بالإضافة إلى المراجع التي استعان بها المؤلفون في تأليف الكتاب.
الكتاب المدرسي الجزائري :
مر الكتاب المدرسي الجزائري بعدة مراحل أهمها :
مرحلة الاستقلال : حيث تواصل العمل بالكتاب المدرسي الموروث على المدرسة الفرنسية في فترة الاحتلال.
مرحلة جزأرة الكتاب: وهي مرحلة شهدت مجهودات جبارة في إنجاز الكتاب الجزائري شكلا ومضمونا، وتوفيره مجانا للتلميذ. وهو نوع من التحدي، حيث تمّ توفير الكتاب الجزائري لكل مستويات التعليم.
مرحلة النوعية : وهي المرحلة الحالية التي تسعى الوزارة فيها، إلى إعداد كتاب مدرسي جديد، يتماشى والإصلاحات الجديدة للمنظومة التربوية، ويخضع للمقاييس الدولية بما يتصف به من منهجية .
منقول