........
شاحنات لنقل التلاميذ!سوق اهراس: مبعوث "الخبر" نوار سوكو / 4 فبراير 2016 ففي لحظة توقفنا لأخذ صورة للمظهر المثير بعد تخلصنا من هاجس متابعة أعوان الشرطة لنا على طول
المسافة الممتدة من مركز المراقبة الحدودي ساقية سيدي يوسف إلى قلب بلدية حدادة، كانوا على متن
سيارة من نوع (رونو سينبول) رغم تعرفهم على هويتنا بعد تقديم بطاقة الصحفي ووثيقة التكليف بالمهمة.
كان سائق الشاحنة شارد الدهن، منشغلا بربط غطاء الشاحنة (الباش) وتثبيته إلى قضبان حديدية بواسطة
حبال حتى لا تكون هناك فجوات تتسبب في سقوط التلاميذ، خاصة أن بعض الأولياء مازالوا يتذكرون جيدا
حادث سقوط تلميذة من شاحنة ببلدية المشروحة قبل نحو ثلاثة أشهر، سبب لها جروحا بليغة على مستوى
الرأس والوجه وكان محل تعاليق أبناء سوق اهراس على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما تقول
سامية، تدرس بقسم السنة الثالثة ابتدائي: “إننا ننتقل من المدرسة إلى المنزل عبر هذه الشاحنة مند شهور”،
يشير عدد من أصحاب سيارات الأجرة بالمحطة، بينهم أولياء تلاميذ، إلى أن تسخير هذه الشاحنة تم بعد ضغط
كبير من قبل أولياء التلاميذ، في وقت مازال تلاميذ بعض المداشر ببلديات حدادة، المراهنة، سيدي فرج
والحنانشة يقطعون كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مدارسهم، ما يطرح بالتالي تساؤلا أكبر عن
جدوى الإصلاحات المزعومة التي قيل إنها مست منظومة التربية والتعليم لكنها لم تلامس البنية العميقة لهذه
المنظومة في جانبها الاجتماعي والبيداغوجي وعلاقة ذلك بالتنمية المستدامة