وزراء ومسؤولون ورفقاء الفن والحياة في تأبينية الشيخ عطا الله:
تغطية: حسان مرابط / مريم زكري / آمال عيساوي / زهيرة مجراب
الشروق : 06-11-2016
الفنان المثقف الذي رحل قبل أن يكمل مشروعه
"كم كنت كبيرا وستبقى.. عشت كبيرا ورحلت كبيرا"..بهذه العبارة الممزوجة بالدموع، وصف رفقاء الشيخ عطا الله الراحل، وهم يلخصون التأبينية التي نظمها مجمّع الشروق نهار الأحد على روح الفنان الضاحك الناصح، الذي جمع شمل الأسرة الجزائرية في حياته، وعاد ليجمعهم، عندما حضر الكل..
من الوزير إلى المعجب البسيط، ابتسم ذات يوم، أمام شاشة التلفاز أو أمام خشبة المسرح، قبل خشبة الحياة، التي أخذت منا كوميديا مقتدرا ولكنها لم تأخذ منا رجلا كان الإجماع، على أنه كان كبيرا جدا.
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي:
سنطلق اسم "أحمد بن بوزيد" على مؤسسة ثقافية
وعد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بإطلاق اسم "أحمد بن بوزيد" على واحدة من المؤسسات الثقافية في الجزائر وفاءا لهذا الفنان، معبرا عن حزنه الكبير لرحيله بقوله: "فقدنا فنانا من طينة حسن الحسني، فهو شخصية راسخة في وجدان الشعب الجزائري، وحتى الجالية بالغربة ألم بها هذا المصاب الجلل بعد فقدانهم من يؤنس وحشتهم ويهون غربتهم ويذكرهم بوطنهم.
وثمن وزير الثقافة تأبينية مجمع "الشروق" لواحد من أهم الأسماء في الساحة الثقافية والفنية، الفقيد "الشيخ عطاء الله"، ووصفها بالخسارة الكبيرة للساحة الفنية فالنموذج الذي قدمه مختلف، يجمع فيه بين الأصالة والبحث في التراث من خلال أعمال متميزة متكئا على التراث والحكم والموروث الشعبي من شعر وقصائد. ووصف الوزير الفقيد بالنبتة الأصيلة في حديقة الجزائر الأصيلة، مستطردا أنه في حال كان هناك إجماع على شخصية في الفن الحالي فهي الشيخ عطاء الله.
وأكد المسؤول الأول عن قطاع الثقافة أن الراحل قدم نموذجا مختلفا بدءا من هندامه وطريقة حديثه وأسلوبه حتى في طريقة النقد، وقد تعرف عليه الوزير في سنة 1994 ودعاه إلى الكثير من الفعاليات الثقافية بعد أن لمح اتسامه بالعديد من الصفات كالبداهة ودفاعه عن الهوية الوطنية، وقد كان مؤمنا ومدافعا عن المشاريع والبرامج التي يعمل بها، خصوصا برنامجه الأخير.
وقال الوزير إن الفقيد قد قصده في مقر الوزارة قبل شهرين من رحيله وقال له إنه لم يأت للحديث عن مصالحه الشخصية بل جاء للحديث عن هاجسه حول موقع ومكانة الفنان في المجتمع، فقد كان يمتلك كاريزما شعبية وحسا بالمسؤولية وقدرة على إقناع الآخرين، وهو ما دفع بمواطني الجلفة إلى انتخابه نائبا عنهم في المجلس الشعبي الوطني.. وهي المؤهلات ذاتها التي جعلت الفنانين ينتخبونه.
واعتبر المتحدث الفنان الرحل من الصعب تعويضه وإيجاد من يسد الفراغ الكبير الذي تركه لما يملكه من سمات، فهو حافظ لكتاب الله عز وجل، والأمثال الشعبية، والحكم، والقصائد الشعرية، وبحور الشعر الشعبي، وحاضر في مختلف نشاطات الزوايا والمؤسسات الثقافية.. لذا، علينا انتظار 20 سنة أخرى حتى يكون لنا فنان رائع مثل الشيخ عطاء الله.
ممثل مجمع "الشروق" رشيد ولد بوسيافة:
الراحل "عطاء الله" أخرج ذخائر الجزائر ولا بد من إكمال مشروعه
أشاد ممثل مجمع "الشروق"، رشيد ولد بوسيافة، خلال التأبينية التي أقامها مجمع "الشروق"، بالجهد الكبير الذي بذله الممثل الفكاهي الراحل أحمد بن بوزيد، المعروف بالشيخ عطاء الله وبرامجه المتنوعة. وكانت مؤسسة "الشروق" شريكته في العديد منها، وآخرها مشروعه الضخم "خيمة الشيخ عطاء الله"، وهي تجربة فريدة من نوعها ولكن لم يقدر لها أن تكتمل. فهذه الخيمة أثارت اهتمام غير المتتبعين للمجال الفني لما قدمته، حيث حاول من خلالها إخراج ذخائر من مختلف ولايات الوطن، مما مكنه من إثارة انتباه مشاهديه، لكن المشروع توقف في منتصفه. وعبر الأستاذ ولد بوسيافة عن إيمانه الكبير في رفقاء الفقيد، سواء ممن شاركوه في حصة الفهامة أم في خيمة الشيخ عطاء الله الذي كان يبث عبر قناة "الشروق" لاستكمال ما بدأه الفقيد.
مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي:
رحل الفنان الرمز وبصمته مازالت حاضرة
أوضح مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، صعوبة إيجاد ممثل مثل الشيخ عطا الله، فقد ترك فراغا رهيبا في الوسط الفني والثقافي، حيث كان يعالج القضايا الاجتماعية بشكل آخر، وتعاون معه عدة مرات كما عرفه كنائب وكفنان ولمس فيه ارتباطه الكبير بالوسط الاجتماعي والثقافي، وقد التقى الشيخ أياما قبل رحيله في ولاية الجلفة بصفته الأمين العام لفناني الولاية وتحدث إليه، فمن الصعب إيجاد عطا الله ثان. واعتذر مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لعدم قدرته على التكلم فقد شاءت الأقدار أن يرحل الفنان الرمز تاركا بصمته من خلال لباسه، حديثه، شخصيته كان مميزا في كل شيء.
الشاعر سليمان جوادي:
الشيخ الراحل أسر الجمهور بموهبته الفذة وذكائه الخارق
تحدث الشاعر، سليمان جوادي، عن لقائه بالفنان الجميل والرائع أحمد بن بوزيد في بداياته لما أعيد بعث مديريات الثقافة أحس الفنانون حينها بأنهم أصبحوا محل اهتمام من طرف السلطات، فالفنان الراحل ومما كان يمتلكه من إمكانيات ومواهب كان مهمشا فلما جاءت هذه المديريات وكان المتحدث أول مدير لها اتصل بها وظهرت بينهما مودة كبيرة استمرت إلى سنوات حتى وفاته.
وأضاف المتحدث أن موهبته فرضت عليهم في قطاع الثقافة الاهتمام به، فقد كان يشتكي المديريات خاصة مديرية الشباب والرياضة وينتقدها بحدة كانت مديرية الثقافة تستعين به في تنشيط الحفلات المقامة داخل ولايته حتى أن الجمهور أصبح يتوافد عليها لمشاهدة المنشط أي الشيخ عطاء الله، وهو ما ولد نوعا من الغيرة لدى بعض المطربين وقد تعرف عليه الجمهور أكثر وأحبوه من خلال مشاركته في برنامج "ليالي الجزائر" التي كان ينشطها جلال، وفي الحلقة التي استضافوه فيها طالب الجمهور بإعادة بثها حوالي 8 مرات فظهوره كان قويا في تلك الفترة.
وواصل الشاعر جوادي أن الشيخ عطا الله أسر الجمهور بفضل موهبته الفذة وحفظه الكثير من الأشعار وذكائه الخارق للعادة وجرأته التي جعلت سكان الجلفة ينتخبونه، وقبل نحو 3 أشهر قدم الشيخ الراحل أغنية في برنامجه خيمة الشيخ عطاء الله من كلمات المتحدث من دون أن يشير إليه أو يذكره فعاتبه لكن الود بقي بينهما ولم يتعكر، وعند وفاته شعر أن واحدا من أسرته قد رحل.
المخرج محمد صحراوي:
مازال في الجزائر شيوخ آخرون من طينة الشيخ عطا الله
ذكر المخرج محمد صحراوي المعروف ببادي، تميز حصة الفهامة وتنوعها وهو سر نجاحه ولأنه من أصول صحراوية كان يبحث عن حصة تجمع شمل جميع الجزائريين وتوحدهم باختلاف ولاياتهم، فاتصل بالشيخ "قعيقع" وهو من جلب الشيخ عطاء الله من الجلفة فقابله وتعرف عليه وأعجب به وبقيت التجربة مستمرة حتى 2006 إلى غاية دخول هذا الأخير المجال السياسي. وأكد المخرج وجود عدة مشايخ في الجزائر فبعد خسارتنا الشيخ عطا الله مازال هناك الشيخ قعيقع، الشيخ محمد تاخمرت، الشيخ ابراهيم فالجزائر كبيرة وبالإمكان أن يكون عطا الله آخر.
النائب البرلماني السابق بن عطا الله:
كان يقول لي "في تدخلاتي بالبرلمان أنا مير ومير كبير"
أكد النائب البرلماني السابق بن عطاء الله أنه كان يظن وأهل مدينة الجلفة أنهم فقدوا المرحوم عطالله لوحدهم فقط، لكن اكتشف أن محبيه كثر في الجزائر، لافتا إلى أن تأبينية "الشروق" مؤثرة جدا وشكر بالمناسبة المجمع بهذا الـتأبين الذي جمع الإعلام والشعر والفن والسياسة إلى طاولة واحدة لقول شهادات في حق المرحوم عطالله ابن مدينة الجلفة.
وقال المتحدث إنه بعد اتصال "مجمع الشروق" بهم في الجلفة بغرض تأبين عطالله استجابوا للدعوة مباشرة ودون تردد. وأضاف في السياق أن مؤسسة "الشروق" مشكورة على وقفتها مع ابن مدينتهم الفنان المرحوم والسياسي عطالله.
وأشار المتحدث إلى أن تسمية عطالله لم تكن وليدة الصدفة بل سمي هكذا لأن له صوتا يشبه صوت جده بل ومثله تماما، كما أن معنى الاسم يدل على أنه عطاء من الله وكرم. ولفت كما اسم "قعيقع" وهو اسم جبل بالجلفة شهد على نضال ومقاومة الجزائريين إبان الثورة.
واستعاد المتحدث بعض المواقف التي لاحظها وأحيانا كان معايشا لها مع المرحوم عطالله، منها أن عطالله "أحمد بن بوزيد" كان زمن الانتخابات يهب إلى أبناء الجلفة على عربة وليس على سيارات فخمة كما يفعله مترشحون آخرون من أجل أن يؤكد للمواطن البسيط أنه بسيط مثله ومتواضع ويؤلمه ما يعيشه، لا يتكبر ولا يتعالى على الناس. وشدد في معرض حديثه أن المرحوم أثبت أنه من طيبة البسطاء في هذا الوطن. وأشار إلى حادثة أنه كان يجوب مناطق وبلديات الجلفة ويوزع الحلويات على الأطفال". مؤكدا في السياق ذاته أن مواطني الجلفة وقفوا إلى جانب الرجل وقالوا له: "أنت تمثلنا في البرلمان".
وعن علاقته معه بالبرلمان أوضح أنه "كان يناديني بأبي، ويعرض علي تدخلاته التي يريد طرحها في البرلمان، وذكر أنه قال له: "أنا في تدخلاتي مير ومير كبير".
مدير الثقافة بولاية الجلفة:
خسرنا ركيزة أساسية من ركائز الفن الجزائري
ذكر مدير الثقافة لولاية الجلفة، أن آخر لقاء جمعه بالشيخ عطا الله كان قبل شهر فقط، إذ كان من بين المدعوين خلال افتتاح أيام سينما الثورة، بصفته ابن ولاية الجلفة. كما أنه من بين كبار الفنانين، وباعتباره الأمين العام للنقابة الوطنية للفنانين. وقال المتحدث إنه تفاجأ حينها، عندما التقى بالشيخ عطا الله وكان معه كل طاقم التصوير. وهذا أكبر دليل، حسبه، على أنه فنان عظيم لا يبخل على ولايته وعلى الفن ككل بأي شيء. وأضاف المتحدث أن الشيخ عطا الله كان يملك شغفا كبيرا بمدينة الجلفة، التي ينحدر منها، وبالصحراء بصفة عامة.
وذكر المسؤول أنه عندما تحدث أمام الراحل عن مسابقات الشعر للشباب الذين لم تتجاوز سنهم 17 سنة بعد، أبدى استعداده الكامل للمساعدة والمشاركة في تنظيم هذه المسابقات. وحينما تحدث عن الخيمة العربية، كان الشيخ عطالله، يقول المتحدث، من الأوائل الذين تقدموا للمساعدة، والعديد من المشاريع الفنية والثقافية الأخرى التي قدم فيها الشيخ عطالله بصمته ومشاركته ولم يبخل عليها، لا بفنه ولا بأشعاره ولا بأي شيء آخر. وختم المتحدث كلامه عن الراحل أحمد بن بوزيد بهذه العبارة: "للأسف.. خسرنا ركيزة أساسية من ركائز الفن الجزائري".
جدو حسان: الشيخ عطا الله كان فنانا حقيقيا
ببعض العبارات الحزينة، عبّر جدو حسان عن حزنه عن فقدان الأسرة الفنية للشيخ عطا لله، حيث ذكر أنه لم يتعامل معه لكنه التقى به في أكثر من مناسبة وتبادلا أطراف الحديث فيما بينهما، قائلا إن الحديث معه شيق خاصة أن لهجته تجمع بين خليط من اللهجات الجزائرية ولا تقتصر على اللهجة الجلفاوية فقط، وقال جدو حسان إن أمر اختياره كأمين عام للنقابة الوطنية للفنانين، أكبر شهادة من كبار وصغار الفنانين الجزائريين على أنه فنان بأتم ما تملكه الكلمة من معنى، والمنصب الذي حظي به استحقه عن جدارة، مؤكدا أن خسارته لم تمس عائلته والفنانين فقط وإنما ألمت بكل الشعب الجزائري، نظرا لما تركه الشيخ عطا الله من بصمة فنية راسخة وسط الجميع، ولم يتوان جدو حسان في الحديث عن حصة الفهامة التي انضم لها الشيخ عطا الله منذ انطلاقها، قائلا في هذا الشأن إن الفقرة التي كانت تثير إعجابه بشدة ولا يضيع لقطة منها هي فقرة الشيخ عطا الله وأيضا فقرة قعيقع، باعتبارهما يتحدثان باللهجة البدوية المحضة.
نوال زعتر: أيقنت أنه سيكون من كبار الفنانين في أول يوم التقيت به
قالت الفنانة نوال زعتر، إنها بصمت بالعشرة على أن الشيخ عطا الله سيكون من بين كبار الفنانين وأنه سيوصل صوته وأشعاره إلى أعلى المراتب، في أول يوم التقت به عندما استدعاها المخرج أحمد صحراوي قبل انطلاق حصة الفهامة، أين صرحت نوال زعتر، بأن الشيخ عطا الله هو من تقدم منها وأبدى إعجابه بها كفنانة، وبعد الحديث الذي دار بينهما حول الفن الجزائري بصفة عامة، تضيف نوال زعتر أيقنت أن هذا الرجل الذي يحمل في قلبه وعقله ثقافة فنية وعلمية وشعبية واسعة، سيكون من بين كبار الفنانين..، وقالت زعتر إن ثاني لقاء جمعها مع الشيخ عطا لله كان في ولاية الجلفة التي ينحدر منها، أين تلقت دعوة من قبل المخرج محمد صحراوي للمشاركة في مسلسل ازرع ينبت، لتجتمع مرة ثانية مع الراحل عطا لله، أين كان حضوره قويا، تقول زعتر، وإنه إنسان كريم لدرجة لا توصف فقد استقبلهم في ولايته أحسن استقبال فإضافة إلى فكاهته وبشاشته، فهو رجل شجاع وسخي.
عتيقة: الشيخ عطا الله عاش بسيطا ومات عظيما
"كان بمثابة الرجل الشهم، والفنان المرح المبتسم والإنسان القوي.. بهذه العبارات وصفت الفنانة عتيقة الراحل أحمد بن بوزيد المعروف بالشيخ عطا لله، أين ذكرت عتيقة، أنها تعاملت معه في المسلسل الفكاهي عمارة الحاج لخضر، كما اجتمعت معه على طاولة الإفطار في رمضان ما قبل الماضي، وهناك سنحت لها الفرصة بالتعرف أكثر على ذلك الرجل العظيم الذي وُلد بسيطا وعاش كريما ومات عظيما.
محمد جدار: كان من أكرم الفنانين وابتسامته لم تفارقه يوما
أعرب مدير التصوير الخاص بفريق الشيخ عطالله عن حزنه العميق لخسارتهم الراحل، حيث قال إنه رافق الشيخ عطالله في الكثير من المهرجانات والعديد من الأفلام، أين كان الراحل لا يمل ولا يكل من العمل الفني ومن تقديم موهبته ومهاراته الفنية، والأكثر من هذا، أنه كان يلقي عليهم عبارات فكاهية ليرطب جو العمل، كلما أحس بأن فريقه تعب، فكان يجدد فيهم الطاقة التي تدفعهم إلى إتقان عملهم. وعن طيبة الشيخ عطالله وجوده وكرم أخلاقه، فقد قال المتحدث إنه لا شيء يصف كرم أخلاقه، فقد كان لا يرضى بأن يقيموا إلا في منزله، عند ذهابهم إلى الجلفة من أجل تصوير أي عمل فني. فبمجرد أن يسمع بأنهم اقتربوا من منطقة عين وسارة، يسارع في الاتصال بعائلته للاقتراب واستقبالهم بأحسن استقبال. وواصل المتحدث كلامه عن الشيخ عطالله الذي جمع فيه عن أخلاقه وعن شجاعته وفنه وكرمه وحبه للوطن.
حسان كركاش: الراحل عطالله شاب في سنه وشيخ في أفكاره
"يصعب على أي شخص الحديث عن شاب يانع ليس في عقله وإنما في سنه، وهو في نفس الوقت شيخ كبير يملك من المعارف والعلوم ما يملكه كل الناس، ليس بسنه وإنما بأفكاره الرائعة وفنه النبيل وأشعاره الجميلة، ينادونه الشيخ عطالله".. هكذا لخص الفكاهي حسان كركاش وصفه للشيخ عطا الله، الذي قال إنه كان يبدأ نهاره بتجويد القرآن الكريم أو بإطلاق موال من أحسن مواويل الفن بصوته الرائع. وذكر كركاش أنه تعرف عليه منذ سنة 2001 حينما أحضره قعيقع، ومنذ ذلك الحين لم ير في حياته الشيخ عطالله وهو في حالة نرفزة أو عصبية أو قلق.. فقد كان مرحا على الدوام. وخلال الفترة التي اتجه فيها إلى البرلمان، قال كركاش إن غايته كانت لإيصال أفكاره إلى المسؤولين، فقد فكّر في إنشاء مستوصف في منطقة الإدريسية وكان له ذلك، وفكّر في العديد من المنشآت الثقافية في نفس المنطقة، وحقق مبتغاه أو بالأحرى مبتغى أهل المنطقة.
الفنان إبرهيم رزوق: "الشيخ عطا الله ترك بصمته في الفن الجزائري "
بكثير من الألم والحسرة على فراق ورحيل المرحوم الشيخ عطا الله، أبرز الفنان إبرهيم رزوق، خلال تأبينية "الشروق"، أهم المحطات التي جمعته بالفقيد، التي كانت بدايتها من اطلاعه الدائم وتتبعه جميع أعماله التي دونها في أقراص مضغوطة حتى يتمكن من مشاهدتها باستمرار، لتكون فرصة لقائهما الأول بعدها في عمل فني مع المنتج محمد صحراوي. ويضيف المتحدث أن هذا الأخير فجر العديد من الطاقات الفنية الكبيرة في الجزائر، من بينهم المرحوم، ترجموا عطاءهم في حصة الفهامة. وعن خصال المرحوم، أكد الفنان إبراهيم رزوق من خلال معرفته به أنه لم يعرفه إلا معطاء، وتمكن بفضل حسن أخلاقه من كسب محبة وتقدير الجميع، إضافة إلى أنه ترك بصمته في الفن الجزائري وهو الأمر الذي لا يمكن لأحد أن ينكره.
عثماني محمد مدرب الفقيد: الشيخ عطا الله أول من أدخل لعبة "الكونكفو شو" للإدريسية
قال المدرب عثماني محمد، مؤسس الاتحادية الوطنية لرياضة "الكونكفو شو"، عن الفنان أحمد بن بوزيد، المعروف بالشيخ عطا الله- رحمه الله-، خلال تأبينية "الشروق"، إن المرحوم كان طاقة متجددة من النشاط حتى خارج مجال الفن والسياسة، فكانت لديه روح المبادرة والمثابرة من أجل الوصول إلى أي هدف مهما كان. وواصل المتحدث عن الشيخ: "لمن لا يعرف الفقيد في الجانب الرياضي، فقد كان رياضيا بامتياز حيث تحصل على حزام أسود درجة أولى في "الكونكفو"، واقتحم عالم الرياضة في سنة 1992 ليكون أول من أدخل لعبة "الكونكفو" إلى مدينته الإدريسية في الجلفة. كما أسس فرعه هناك"، ليضيف المتحدث أن الفقيد تقلد منصب عضو لجنة الإعلام للاتحادية الجزائرية لذات الرياضة، وكان له دور كبير فيها. وأشار إلى أن آخر أمنية للفقيد كانت رغبته الشديدة في زيارة البقاع المقدسة وأداء مناسك العمرة .
محمد الأمين المعروف "بهتلر": "الفقيد كان طيبا ودائم الابتسامة"
قال الفنان محمد الأمين، المعروف بشخصية "هتلر"، عن الشيخ عطا الله، وعن معرفته بالفقيد: إن أول مرة التقى به عن قرب كانت أثناء تصويرهم سلسة عمارة الحاج لخضر، واستمر معه في ذات العمل بجميع أجزائه، ثم عمل إلى جانبه في عمل فني آخر بعنوان "رئيسة تترشح"، إلى جانب بيونة وسيد أحمد أقومي. وأضاف صاحب شخصية "هتلر" أن كل الكلمات والعبارات التي تقال في عطا الله لن تكفيه حقه، فقد كان إنسانا طيب القلب دائم الابتسامة، متسامحا إلى درجة كبيرة مع غيره، ويتنازل في غالب الأحيان عن حقه.
الفكاهي قعيقع: خيمة عطالله ستستمر..
قال الفكاهي المعروف بـ"قعيقع" في تأبينية "الشروق" للفنان المرحوم عطالله واسمه الحقيقي "أحمد بن بوزيد" إنه بعد الحادث الذي أودى بحياة عطاء الله، تذكر حادث المرور الذي وقع له في 2006. وأضاف أنه تعرف على المرحوم في عام 1992 بالإذاعة الجزائرية خلال برنامجين فنيين، لكن قبل ذلك أشار إلى أن عائلة مسعودي هي التي عرفته على المرحوم الفنان عطا الله بالإدريسية مسقط رأسه بمدينة الجلفة.
وبعد عملهما معا في الإذاعة رفقة سماتي ومحمد علي علالو، جاءت فترة الإرهاب الأعمى، إذا فرقتهما عن بعض لسنوات، وذهب وقتها "قعيقع" إلى مدينة المسيلة أين اشتغل فلاحا، بينما عطا الله واصل في مجال الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية.
ولفت المتحدث إلى أن الاتصال عاد بينهما من جديد إثر مبادرة المخرج محمد صحراوي المعروف بـ"بادي" بإطلاق برنامج فكاهي ساخر "الفهامة"، حيث اتصل بـ"قعيقع"، والأخير اتصل بعطالله وشاركا معا في الحصة التي يتذكرها كل الجزائريين.
ولم يخف المتحدث أنه هو من كان وراء تسمية أحمد بن بوزيد باسم "عطالله" والأخير وافق وعمل برأيه. وأكد المتحدث في شهادته عن المرحوم عطالله الذي أسس لخيمة الشعراء في الجلفة، أن برنامجه لن يتوقف وسيتواصل المشروع بمرافقة مجمع "الشروق" ومختلف شعراء مدينة الجلفة. وقال: "الخيمة لا تزال مبنية وستستمر طبعات أخرى بعد الطبعتين الأولى والثانية". وكشف قعيقع أنه سيستعيد مناقب وشخصية عطا الله في أعماله التلفزيونية القادمة، مجددا في ختام شهادته أن خيمة عطالله ستستمر.
خالتي بوعلام: الشيخ عطا الله ليس ممثلا فقط بل شاعر فحل
قالت الممثلة التلفزيونة والفكاهية خالتي بوعلام: "نعزي أولا أنفسنا في وفاة فقيد الفن الجزائري الفنان المرحوم عطالله". وأضافت: "عرفته مع المخرج محمد صحراوي "بادي" في مدينة الجلفة، حيث اشتغلنا معا ولمدة ثلاثة أشهر".
وأكدت خالتي بوعلام في حديثها أن المرحوم عطالله لم يكن ممثلا فقط معها، بل أخا وصديقا عزيزا وشاعرا فذا، ونوهت بصوته الجميل وطريقة إلقائه للشعر بشكل عفوي وأنيق بفضل صوته البهي الجميل". وختمت: "الله يرحمه".
الفكاهي "شني شني": موسوعة عطاالله الفكرية تتعدى المساحة الفنية
أشاد الفنان عبد الرحمان الربعي، المعروف عند الجزائريين بـ"شني شني" بخصال ومناقب الراحل عطالله، وقال: "عطالله كرم من الله، سخي بأفكاره، قدر له الله أن يعيش عمرا قصيرا، وهذه حكمة الله في الكون".
وأشار إلى أن موسوعة عطالله الفكرية تتعدى المساحة الفنية، لذلك أبى إلا أن يذهب إلى البرلمان، وكان له ذلك، كان سياسيا ومثقفا وفنانا وصاحب صوت جميل، ولم يكن يمثل فقط مواطني الجلفة بل كان لسان حال كافة الجزائريين خاصة المواطن البسيط "القليل". وذكر أن ما سمعه أن عطالله كان غالبا ما يقول: "أبي فقير، وأنا فقير وصديقي فقير، جاري فقير، وأحب الفقراء". وتابع في شهادته أن عطالله لم يكن يحب الفنادق وعيش البذخ، بل كان بسيطا يحب الأكل التقليدي "الشخشوخة" والجلوس على "الأرض" وإلا لما سعد بذلك. وجودي في البرلمان للحديث عن "الزوالي والقليل" والغلابى من الناس.
تغطية: حسان مرابط / مريم زكري / آمال عيساوي / زهيرة مجراب
الشروق : 06-11-2016....