.
.....جزائري مرشح لجائزة أفضل مدير ثانوية بأمريكا
يدير مؤسسة تلاميذها يتحدثون 42 لغة
الشروق : 2017.06.20لا تزال الكفاءة الجزائرية تصنع التميز أينما حلت وارتحلت، والتميز أحدثه هذه المرة- حسب مصادر متطابقة، الجزائري "شريف صادقي" بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد 35 سنة من الخبرة في مجال التربية والتعليم قضاها بين طالب وأستاذ، وهو المشوار الذي اختتمه بنيله جائزة أفضل مدير ثانوية بولاية فيرجينيا الأمريكية شهر ماي الفارط بعد أن رشحته مقاطعة برنس ويليام للتربية.فتح تتويج فرجينيا لشريف الأبواب للتنافس على أحسن مدير ثانوية بالولايات المتحدة الأمريكية لهذه السنة، وقد عزا مدير المقاطعة ستيف والتس نجاح الدكتور شريف صادقي إلى كونه "عاملا مثابرا لا يكل، ويحمل بالطبيعة صفات الريادة والقدرة على قيادة ثانوية غارفيلد وتلاميذها".
وقد هاجر الدكتور شريف صادقي الجزائر بعد تخرجه من جامعة الجزائر سنة 1982 بشهادة في التربية والتعليم قبل أن يكمل مشواره الدراسي بأمريكا على نفقة الدولة الجزائرية حيث تحصّل على الماجستير ليختم مشواره بنيله الدكتوراه من جامعة بافالو بنيويورك في المجال ذاته، ورغم أن الأبواب قد فتحت أمامه للعمل في هيئات دولية مرموقة على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أو الأمم المتحدة، لكنه في الأخير اختار التعليم.
ثانوية ميزانيتها 18 مليون دولار!؟
تدرّج شريف الذي يتقن خمس لغات، في مختلف المراحل المدرسية، إذ عمل في البداية مدرسا للغة الفرنسية وعلوم التربية في جامعة نيويورك، ثم بعدها عمل مدرس ثانوية للغتين الفرنسية والإنجليزية في ولاية نيويورك، وبعد سنوات طويلة مع التدريس قرّر أن يصبح مسؤولا في المؤسسات التربوية، حيث عمل لسنتين نائب مدير لإحدى المدارس، ثم سنتين مديرا لمدرسة في الطور المتوسط، قبل أن يصبح مديرا لثانوية غارفيلد التي تضم أكثر من 2500 تلميذ يتحدثون 42 لغة ولهجة، بمرجعيات ثقافية ودينية متنوعة، ناهيك عن كون 62 في المئة من التلاميذ ينحدرون من أسر ذات دخل محدود.
وعند قدوم شريف إلى هذه الثانوية، وجد أن نتائجها متواضعة، فلم يسبق لها أن حصلت على درجة التميز، لكن الأمور تغيّرت منذ توليه إدارة هذه الثانوية قبل أربع سنوات، حيث حصلت ثانوية غارفيلد التي تقدر ميزانيتها السنوية بـ 18 مليون دولار، على درجة التميّز خلال ثلاث سنوات متتالية مع الإشارة أن هذه الدرجة تمنح للمدارس التي يحقق تلامذتها معدلا يتجاوز 85 في المئة في مواد الرياضيات والعلوم الطبيعية والإنجليزية والعلوم الاجتماعية.
حيث حقق تلاميذ الدكتور "شريف صادقي" معدلات بلغت 87 في المئة، ليبقى حلمه الوحيد أن يساعد بلده بخبرته في مجال التربية والتعليم ليقدم ما استطاع كونه كما يقول "لن أنسى فضل بلادي التي كانت هي البداية".