elgaid59 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 9744 نقاط : 37936 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
| موضوع: شكرا لامرأة ذكية.. جعلت «الباك» خاليا من الغشّ والارتباك 4/7/2018, 21:22 | |
| ....... شكرا لامرأة ذكية.. جعلت «الباك» خاليا من الغشّ والارتباكبقلم النهار أونلاين
جهات عدة بمعية الوزارة الأم، تجندت هذه السنة للمشاركة في إنجاح «بكالوريا» 2018، وأكيد أنه لو تطلب الأمر إضافة وزارات أخرى لحدث ذلك، لأن السيدة الوزيرة عزمت على عصر هذه الدورة وتجفيفها تماما ـإن صحّ التعبير ـ من أيّ عملية غش قد تمرّ مرور الكرام، وعلى الرغم من ذلك، فقد حدثت محاولات سرعان ما تنبه لها الحراس وأرمادة القائمين، وتم اتخاذ كافة الإجراءات والتوصيات المعمول بها، وهذا يدلّ على اليقظة التامة التي سبقتها تعليمات تعاقب الحارس والسجين معا، إذا بالاختصار المفيد، تعدّ هذه الدورة من أنجح الدورات، لا لشيء سوى لأن عديد القطاعات عقدت العزم وساهمت ووضعت اليد في اليد من أجل وضع حد لهذه المهازل أو تلك، والتي غالبا ما تتبعها كوارث تُدخل القطاع المعني برمته في أسوإ حالاته الكارثية.ربما يأتي اليوم الذي تشارك فيه الوزارات كلها؛ لأن المجتمع الجزائري، ونعني «مجتمع الباك»، صار في كل سنة يتحين الفرصة من أجل أن يكشّر عن أنيابه الحادة، فتعجز كما رأينا وزارة التربية لوحدها في مواجهة هذا الخطر المحدق، وتفلت الأمور من بين يديها، ويستحيل التحكم في آلاف المراكز المتواجدة عبر 48 ولاية.تعدّ محطة «البكالوريا» من المحطات الجد حساسة في تاريخ الأمم؛ لأنه من خلالها يُقرأ نصف الكتاب كما يقال، كما تعدّ معيارا حقيقيا لقياس قدرات ومؤهلات الفرد، بل هي تشبه الآلة التي تبعث بالأجسام المركّبة القادرة على الصمود والعرض.وفي نفس الوقت، الرافضة اللاغية للأجسام المغشوشة والمزيفة، ولو حدث وأن عملت دولتنا الموقرة إلى التنبه لهذا الأمر منذ تسعينات القرن الماضي، لكان لكثير من الأمور ألّا تحدث، وعاشتها هي بالأساس والقطاعات التابعة لها ضمن أريحية أكثر، ولن تطفو على السطح الكثير من الظواهر السلبية، أهمها المستويات الفكرية والعلمية، وحتى الأدبية الرديئة وتفشي واستفحال السرقات واللصوصية بمختلف ألوانها ومنابعها، كالمحسوبية والرشوة والجريمة والهجرة وانتحال الصفات وعنف الملاعب والاعتداء على الأصول والتحرش الجنسي.والقائمة هنا لا تنتهي؛ لأن الجرائد ومواقع التواصل تنقل لنا أحداثا ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا بسبب وجودنا في عصر يؤثر فيه جيل أعداده بالملايين، حيث صار يتسيّد الواقع ويعطي الصورة الخارجية لبلد المليون ونصف المليون شهيد، بينما في الضفة الأخرى، تجد العقلاء والشرفاء والصادقين، يشدون على نواجذهم، تمنعهم وتردهم أخلاقهم ومبادئهم من أن يكونوا فاعلين أو مؤثرين وسط زحمة خيالية لا تعد ولا تحصى.نقول إذا إن وزيرتنا المحترمة تفطنت إلى إجراء قانوني حازم وذكي في نفس الوقت، وهي مشكورة هنا وألف تحية لها إن كان تفكيرها البعيد ينبع من مكافحة مرابض الداء، وأن يكون تفكيرها ليس فقط القضاء على الغش أيام «البكالوريا»؛ لأنها بطريقة أو بأخرى قضت على الارتباك الذي يحدث بعد «الباك» وقبله، واستطاعت أن تهيّئ الطالب الواثق من نفسه من أن يدخل الامتحان مرفوع الرأس وليس خجولا خنوعا، لا همّ له إلا كيف يخطف هذه الإجابة أو القصاصة من غيره كي يتخذها سندا لنجاحه المشكوك فيه؛ لأنه كما أشرنا آنفا، هذا الامتحان يشبه ساعة الرمل التي يقاس بها وزن الأشياء جيدا من الجهات والأوزان والأطراف وكذا الأحجام والرؤى... | |
|