........منع إقامة المأدبات للجان الترسيم وعُقوبات للمُخالفينالسّلوك تجذر في المدارس وأساء لسلك التفتيشالشروق : 2018.11.01منعت وزارة التربية الوطنية، إقامة ما وصفته بـ” المأدبات” التي تُرافق عملية التثبيت، التي يتكفّل بها الأستاذ المقبل على امتحان التثبيت في المنصب. واصفة التّصرّف بالمنافي للأخلاقيات، الذي يمسُّ بمصداقية امتحان هامّ في المسار المهني للأستاذ، ومشددة على مديري التربية عبر الوطن، للتصدي لهذا السلوك المنتشر عبر المؤسسات التعليمية، الذي تحول إلى ظاهرة سلبية مسيئة إلى قطاع التربية.
حصلت “الشروق” على تعليمة موجهة إلى المؤسسات التربوية تحث مديري الثانويات والمتوسطات إضافة إلى مديري المدارس الابتدائية وقبلهم مفتشو التربية والتعليم الابتدائي، للعمل على الحدّ من ظاهرة إقامة ” المأدبات ” أو وجبات الغذاء الفاخرة، التي تُرافق عملية تثبيت الأستاذ في منصبه، وتقع تكاليف تنظيم المأدبة على عاتق الأستاذ المقبل على امتحان التثبيت، فيما يشرف المفتشون على الامتحان.
ومنعت وزارة التربية التصرف من باب أنه ” يتنافى مع أخلاقيات مهنة التفتيش، ويمُس بمصداقية الامتحان، الذي يعتبر منعرجا هاما في المسار المهني للأستاذ ” حسب ما تضمنته التعليمة.
ويُشار أنّ الأساتذة المقبلين على عملية التثبيت أو الترسيم، وأثناء قدوم المفتش المشرف على امتحان التثبيت رفقة اللجنة المكلفة إلى المؤسسة التعليمية، يُسارع الأستاذ أو الأستاذة لتوفير وجبة أو مأدبة غداء ” محترمة ” للجنة، تتكون غالبا من لحم أو دجاج إضافة للمشروبات والحلويات، والمأدبة يحتضنها مطعم المدرسة أو قاعة الأساتذة، يعني أنها تتمّ تحت أعين مدير المؤسسة التعليمية، والويل للأستاذ الذي لا “يتفنن” في إحضار الأطباق التي تضمها المأدبة، لأن طبق اللّوبيا أو العدس الذي تعده مدارس المطاعم غالبا، بإمكانه أن يقضي على مُستقبل الأستاذ ويحرمه من التثبيت في حال تمّ تقديم للجنة المشرفة على امتحان التثبيت.
والرسوب في الامتحان لمرتين متتاليتين، نتيجته الحتمية طرد الأستاذ من مهنة التعليم. والمُؤسف في الموضوع، أن الأساتذة غير المثبتين لا يتلقون أجورا، وبالتالي فهم يضطرون للإستدانة لضمان ” مأدبة مشرفة “، ولأن المفتشين هم المعنيين المباشرين بالظاهرة، فكانت تعليمة الوزارة في الأساس موجهة إليهم، حيث طالبتهم مديريات التربية بتبليغ وتنفيذ القرار، لأن مثل هذه الظواهر فيها ضرب لمصداقية جهاز التفتيش.
وحسب نص التعليمة ” يمنع منعا باتا اقامة مثل هذه المأدبات مهما كان مصدرها، كما يمنع مصاحبة أشخاص خارج لجنة امتحان التثبيت المنصوص عليها قانونا”. وتوعدت الوزارة بإجراءات عقابية في حال تم مخالفة التعليمة.
أساتذة يستدينون لتوفير “مأدبة فاخرة ” للمفتشين
وفي الموضوع، أكد الأمين العام لنقابة عمال التربية والتكوين ”ساتاف “، بوعلام عمورة في اتصال مع ” الشروق” أن إقامة مأدبات غداء فاخرة لبعض المفتشين المشرفين على امتحانات التثبيت ” أساء كثيرا لقطاع التربية، وأضر بالأساتذة غير المثبتين والذين لا يتلقون أجورا، وكما أنه دليل على وجود رشوة غير مباشرة في القطاع “.
وكشف لنا عمورة أن أساتذة يعرفهم اضطروا إلى الاستدانة لتوفير وجبة غداء للمفتش، وبعضهم يحضر اللحم ” ستاك ” والفواكه.
وأرجع محدثنا سبب تغلغل هذا التصرف في قطاع التربية، إلى تخوف الأساتذة من عدم تثبيتهم وبالتالي حرمانهم من مهنة للمستقبل، كما أن ” بعض مديري المدارس لا يتدخلون، فالمهم لديهم هو ترسيم أحد أساتذتهم ” على حد قوله، ليضيف ” لا يقبل جميع المفتشين بهذا التصرف، بل البعض منهم “.
ولضمان محاربة صارمة للظاهرة المتجذرة في القطاع منذ سنوات طويلة، الحل حسب الأمين العام لـ” ساتاف ” أن يمتلك مدير المؤسسة التعليمية شخصية قوية للتصدي للأمر، وأن يتقي بعض المفتشين الله في أساتذة هم معيلون لأسر، وربما أولادهم لم يتناولوا اللحم الذي تم تقديمه للمفتش يوم الإمتحان “.وثمّن عمورة التعليمة، داعيا لتطبيقها بحزم داخل المؤسسات التربوية.