elgaid59 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 9623 نقاط : 36963 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
| موضوع: أستاذ تم تكريمه وللأسف في أواخر عمره فاعتذر برسالة تُدمي القلب! 28/8/2020, 16:08 | |
| ......... أستاذ تم تكريمه وللأسف في أواخر عمره فاعتذر برسالة تُدمي القلب!
نصّ رسالة معلم ألقاها في حفل تكريمه من قِبَل أسرة التعليم.
أستاذ تم تكريمه وللأسف في أواخر عمره فاعتذر برسالة تُدمي القلب!تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" نصّ رسالة معلم ألقاها في حفل تكريمه من قِبَل أسرة التعليم.هذه الكلمة المؤثرة جدا تركت في نفوس الحاضرين تأثيرا كبيرا، بحيث صرح العديدون أنهم ذرفوا الدموع بين ثنايا سطورها.اقرأ الرسالة
حضرات السادة والسيدات ...السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...وبعد: يُشرّفُني كثيرا أن أحظى اليوم بشرف هذا الجمع المبارك حولي، الذي باستثناء اليوم الذي صدمتني فيه سيارة لم أعرف سائقها، وأنا أمتطي دراجتي الهوائية متجها فيه إلى المدرسة التي أشتغل فيها معلما، لم أكن موضوع تجمهر قبله ولا بعد، ولا بأس اليوم من شكر الأكاديمية التي تواضعت أخيرا لتُنصِت إلى الشخص الذي لا تعتبره سوى اسم من الأسماء النكرة.أنا عبد المجيد (...)، البالغ من العمر 63 سنة، المتزوج والأب لأربعة أبناء من هذا الوطن، أصرح أنني أرفض هذا التكريم الذي تفضلتم وتكرمتم به لشخصي ...نعم، لست في حاجة أيها السادة إلى تصفيقاتكم، وأنتم تحتجزونني هذا المساء داخل هذه القاعة كبهلوانٍ عجوز، تُعلّقون على صدره أوسمةٍ رخيصةٍ، وتَغدِقون عليه بكلماتٍ معلبةٍ معدةٍ بشكل رتيب ... هل غاب عن ذهنكم أن هذا الجسد المتهالك، تَسكُنه روحٌ يعيش بها، وذاكرة طالما اختزنت ويلات النضال، وظلمات الشقاء والبؤس الذي أرادته وزارتكم؟كنت سأفرح بتكريمكم، يوم وصلت على ظهر حمار الجبل الذي تعتليه الفرعية التي عينت بها ذات ليلة من ليالي السبعينات الباردة، فلم أجد سكنا أقطن به، لألُوذ بمسجد أبيت فيه أياما قبل أن يحتضنني بعض سكان القرية بكرمهم ....كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أشتغل سنتين بدون راتب، في انتظار الأجرة، حتى اشتكاني البقال إلى مخفر الدرك لكثرة ديوني ...كنت سأفرح بتكريمكم، وأنتم تُرسلون إلي مديرا، يجتهد فقط بتبليغكم أيام عجزي ومرضي، وموافاتي بالإستفسارات، وإحصاء كل كبيرة وصغيرة علي، دون أن يَمُدَّني يوما بتنويهٍ أو تشجيع لقاء كَدّي وجِدي في سبيل تحصيل التلاميذ ...كنت سأفرح بتكريمكم لي، يوم لدغني عقرب، وأنا تحت سقفٍ مهترئ قرب المدرسة، أستجلب النوم والأحلام البسيطة، لأنسى بها الواقع الذي شكلتموه لي ...كنت سأفرح بتكريمكم، يوم انقطعت عني الأجرة سنة ونصف، إثر خطأٍ جناهُ عليَّ المدير، جراء تقاعسه في إرسال مراسلة، كلّفتني إرسال زوجتي لتشتغل خادمة ببيوت المدينة، حتى نجد ما نقتات به نحن وأبناءنا ...كنت سأفرح بتكريمكم لي، وأنتم تبعثون إليّ مفتشا بربطة عنقٍ جميلة وأنيقة، ليَسخر من أحوالي، وليُحاسِبني على تطبيق مستجدات التدريس، داخل فصلٍ طاولاتهُ من مخلفات الإستعمار، وحيطانه آيلة للسقوط على رأسي وعلى رؤوس تلاميذي ...كنت سأفرح بتكريمكم، ذات ليلةٍ ستقضي عليَّ فيه شمعة داخل مسكني،بعدما شبت ألسنة اللهب في أغطيتي وملاءاتي الحقيرة ...كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أُدَرِّس خمسون تلميذا داخل فصل، بدعوى الخَصاص ومما تجتهدون به للرد على مطالبنا ومطالب الشعب ...كنت سأفرح بتكريمكم، يوم سَقطتُ فيه مُغمى عليَّ، إثر مرضٍ مزمن، بعدما ضاق السيد النائب بمراسالاتي المرفقة بملفٍ طبي مصادقٌ عليه من طرف وزارة الصحة ...كنت سأفرح بتكريمكم، ولوائح الترقية تُطالعني كل سنة بجدولٍ خالٍ من اسمي ...كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أَشغُل جميع الحِرف داخل قسمي، تارة حلاقا أحلق شعر تلاميذي، وتارة منظِّفا أجمع فضلاتهم وقمامات الساحة، وتارةً بناء أو صبّاغا أعتلي السلالم لمناشدة جدران المدرسة حتى لا تباغتني يوما وأنا أشتغل بينها ...نعم أيها المحترمون ... كنت سأفرح بهذا التكريم، خلال تلك السنوات المديدة المريرة التي خلّفت ما خلّفت على تجاعيد وجهي وعظام جسدي وأكوامٌ مكدسة من الأحزان داخل صدري المنهك بالربو والسعال الآن ... ولم يكن يزيدني إصرارًا وتمسكا بالحياة، غير شرطي يستوقفني بالطريق مَذكرا إياي أنه كان أحد تلاميذي، أو ممرضة لم تنسى جُهدي معها وهي تلميذة، أو ...لكل هذه الأسباب أيها السادة أعتذر عن قَبُولي هذا التكريم هذه الليلة، وأطلب منكم فقط أن تفسحوا لي طريقا لأخرج من هذه القاعة التي خنقتني - أنا المُعاق ذا العكازين - وأنصرف إلى حال سبيلي، مستسمحكم عذرا على الأخذ من وقتكم لسماع أساطير شيخٍ في أراذل عمره ...والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.منقول من أحد الصفحات وأظنها لمعلم مغربي متقاعد عانى ماعانى خلال مشواره المهني في جبال الأطلس الباردة والتي وهي ظروف يعانيها الكثير من المعلمين في عالمنا الإسلامي وللأسف. | |
|