الهمة العالية
الهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان .
قال ابن القيم واصفاً الهمة العالية :
علو الهمة ألا تقف [أي النفس] دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية .
قال الفاروق رضي الله عنه :
لا تُصغِّرنَّ همتك، فإني لم أرَ أقعَدَ بالرجل من سقوط همته .
قال الدينوريّ:
همتَك فاحفظْها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلَحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال .
وقال ابن القيم:
لا بُدَّ لِلِسانك من همة تسيِّره وترقيه، وعِلم يبصره ويهديه .
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب .
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر