تتخوف وزارة التعليم العالي، من ارتفاع عدد الطعون عقب انتهاء مرحلة التسجيلات الأولية الخاصة بالفائزين في شهادة البكالوريا، بسبب قلة المقاعد البيداغوجية، التي تسمح باستقطاب أكبر عدد من الحاصلين على هذه الشهادة بتقدير ممتاز وجيد جدا.
وقال مدير الدراسات والمكلف بالإعلام بوزارة التعليم العالي، زايد نور الدين، في اتصال معه، أمس، بأن عدد الحائزين على شهادة البكالوريا بتقدير جيد بلغ هذه السنة 26 ألف طالب أي حصلوا على معدلات تتراوح ما بين 15 و16 من عشرين أغلبهم كانوا يدرسون في الشعب العلمية، مما يعني أن نسبة كبيرة منهم ستتجه للتسجيل في تخصصات معينة التي تتطلب معدلات مرتفعة، في مقدمتها الطب والصيدلة وجراحة الأسنان
وفي تقدير المصدر ذاته، فإن تزايد عدد المقبلين على هذه التخصصات من شأنه أن يرفع قيمة المعدل الذي يسمح بالتسجيل فيها، علما أن وزارة التعليم العالي حددت معدل 14 من عشرين السنة الماضية للتسجيل في التخصصات الثلاثة، وهو مرشح للارتفاع، على اعتبار أن تصنيف الطلبة سينطلق من أعلى معدل، وهذا تماشيا مع عدد المقاعد البيداغوجية التي توفرها 12 كلية للطب عبر الوطن، والتي لا تتجاوز في مجموعها 8000 مقعد بيداغوجي
ومن المزمع أن تنتهي مرحلة تثبيت التسجيل، يوم 20 جويلية الحالي، وخلالها يقوم الطالب بتأكيد التخصصات التي اختارها ضمن بطاقة الرغبات، كما يمكنه تدارك خياراته عن طريق إعادة تصنيفها وفق رغباتها وطموحاته المهنية، في حين منحت وزارة التعليم العالي تاريخ 4 أوت المقبل كآخر أجل للتسجيل، قبيل أن تنطلق مرحلة الطعون
وتتوقع الهيئة الوصية أن يزيد الإقبال هذه السنة على المدرسة العليا للإعلام الآلي وكذا معهد البترول ببومرداس، فضلا عن تخصصات أخرى كالهندسة المعمارية، ويرى المكلف بالإعلام بالوزارة بأن الإخفاق في الالتحاق ببعض التخصصات، من شأنه أن يدفع الطلبة مستقبلا إلى تحسين نتائج البكالوريا، بما يمكنهم من تحقيق رغباتهم وطموحهم، مؤكدا بأنه خلال السنة الماضية تمكنت الوزارة من تلبية اختيارات 46 في المائة من الفائزين في شهادة البكالوريا
ومن جهته، دعا المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، مالك رحماني، وزارتي التربية والجامعات إلى التنسيق فيما بينهما، عن طريق القيام بعملية تحسيسية بشأن الإمكانيات البيداغوجية لقطاع الجامعات، مع ضرورة كشف العدد الحقيقي للمقاعد البيداغوجية في كل التخصصات، وذلك قبيل نشر نتائج امتحانات شهادة البكالوريا، بعض التقليل من عدد الطعون، وكذا الحد من حالات الإحباط التي تصيب الكثير من الطلبة الناجحين في البكالوريا
وقال رحماني بأن قطاع الجماعات يعاني نقصا كبيرا من ناحية الهياكل، بسبب العشرية السوداء التي فرض خلال صندوق النقد الدولي على الحكومة تقليص الميزانية المخصصة للتعليم العالي، مما أثر على جانب التأطير وكذا حجم المقاعد البيداغوجية.