عدد المساهمات : 9744 نقاط : 37937 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
موضوع: "المستوى الدراسي" للبيع... في المدارس الخاصة! 11/3/2016, 10:57
........ تستقبل الراسبين من القطاع العام وتحولهم إلى متفوقين على الورق "المستوى الدراسي" للبيع... في المدارس الخاصة! الشوق اليومي 11-03-2016
ثانويات تبيع الانتقال بـ30 مليونا وأساتذة تحت رحمة "الشكارة" تضخيم النقاط في المدارس الخاصة.. خيانة للتلاميذ بمباركة الأولياء! نتائج البكالوريا تفضح بريكولاج الخواص والطلاب يعترفون: كنا مخدوعين
قد لا يصدق البعض أن هناك مستويات في الثانويات تباع بـ 30 مليون سنتيم، والمتوسطات والابتدائي بأقل من ذلك، ولا يتعلق الأمر هذه المرة بشبكات التزوير في الوثائق والشهادات، بل بالمدارس الخاصة التي يقوم البعض منها بقبول تلاميذ راسبين ومساعدتهم على الانتقال الآلي، لحين بلوغ الامتحانات الرسمية فقط، ليضمنوا لهم مستوى تعليميا يساعدهم في إيجاد تربصات وتكوينات تتوافق معه.
"الشروق" حاولت اختراق عالم البزنسة في النقاط والمعدلات بالمدارس الخاصة، حيث تباينت الآراء بين أساتذة وتلاميذ، يعترفون ويقرون بوجود الظاهرة ومدرين ومسئولين في المدارس ينفونها.
كان من الصعب علينا الوصول إلى عينات من الأساتذة لفتح الحديث حول تضخيم النقاط في المؤسسات التعليمية الخاصة، فقد رفض الأساتذة العاملون فيها الحديث إلينا، فيما نفى آخرون جملة وتفصيلا الظاهرة، وهو ما جعلنا نبحث عن أساتذة توقفوا عن التدريس بها وعادوا للقطاع العمومي.
أساتذة يعترفون: المال مقابل النجاح في مدارسنا الخاصة
فقد اعترف "براهيم ج" 45 سنة أستاذ علوم اجتماعية في مدرسة خاصة شرق العاصمة، درس فيها سابقا لمدة 7 سنوات، قبل أن ينتقل إلى المدارس العمومية، بأن الظاهرة موجودة فعلا، فولي التلميذ يدفع المال لكي يدرس ابنه، ومن غير المعقول في المنظور الجزائري و"عقليته" ألا يتحصل ابنه على نقاط جيدة، مع أنه يدرس في مدرسة خاصة ويدفع المال لتعليمه.
وبرأ المتحدث ساحة الأساتذة باعتبارهم نزهاء، غير أن الإدارة ولكونها قطاعا خاصا همها الأكبر الربح فقط، حيث تقوم برفع العلامات بطريقة آلية حتى ينجح المنتسبون إليها، وهو ما دفع بالكثير من الأساتذة ممن يملكون ضميرا حيا للتوقف عن العمل عند الخواص، فالأستاذ يملأ كشف النقاط، ثم يتغير على مستوى الإدارة، خلاصة الأمر -حسب محدثنا- يكمل في أن القطاع الخاص همه الربح فقط، ولا يركز على التوعية.
19/20 في التربية الإسلامية لتلميذ لا يعرف القرآن
وأردف الأستاذ بأن أغلبية تلاميذ المدارس الخاصة هم من الراسبون في القطاع العام، فحتى لو سلمت لهم أسئلة الامتحان وحلولها لن يتمكنوا من إعادة نقلها، لذا يتم تضخيم نقاطهم بطريقة مباشرة على مستوى الإدارات، ضاربا لنا مثلا بولي أحد التلاميذ وهو صاحب شركة كبرى بضواحي برج الكيفان، عندما استلم كشف نقاط ابنه وجد أن معدله في مادة الشريعة 19 من 20، فرفض واحتج على العلامة، فابنه لا يحفظ آية واحدة في القرآن الكريم، فكيف له بعلامة 19.
الذهب للمعلمات والنقاط للتلاميذ
واعتبر المتحدث القطاع العام أرحم بكثير من الخاص، حيث يفيد التلاميذ فقط في مرحلة الابتدائي لتعليمهم اللغات، مضيفا أنه كان شاهدا على حادثة قامت فيها أم ثرية بمنح معلمة خاتما من ذهب حتى تمنح ابنتها علامة أفضل من ابن عمها، وواصل الأستاذ تصريحاته بسعي بعض الأولياء لإنجاح أبنائهم من خلال إدخالهم في المدارس الخاصة كي يحصلوا على مستوى تعليمي عال.
"بابا يخلصكم باش اديرولي واش نحب"
هي نفس الضغوطات التي عانى منها أستاذ العلوم الشرعية "حميد.س"، عمل لمدة 3 سنوات في ثانوية خاصة غرب العاصمة، وقد أرغمته هذه الضغوطات على التخلي نهائيا عن الفكرة والعودة إلى القطاع العام.
فأغلبية تلاميذ هذه المدارس لا يولون أهمية قصوى لمادته ولأحكام الشريعة، ولا يحفظون السور القرآنية والأحاديث النبوية، إلا أن المدير يطالبه في كل مرة بتبسيط أسئلة الفروض والامتحانات، وجعلها في متناولهم، حتى يتمكنوا من الحصول على المعدل، مع أن أوراقهم فارغة وبعض الأحاديث والسور يكملونها بطريقة خاطئة لا تتوافق مع قدسية المادة، والإدارة تصر على تحسين معدلاتهم بكل الطرق.
يكمل محدثنا.. حتى إنهم كانوا يهددونه بتوقيفه عن العمل، ولأنه كان يرفض الاستجابة للضغوطات اصطدم بعدة مشاكل، ليستقيل بعدها ويتوجه للقطاع العام.
وسرد لنا المتحدث قصته مع أحد تلاميذ الثانوي، كان يتعمد في كل مرة التغيب عن الامتحانات والفروض ثم يطالبه بإعادتها له، وعندما رفض الأستاذ، رد عليه بطريقة غير مهذبة "بابا يخلصكم باش تديرولي واش نحب"، ولأن الإدارة لا هم لها سوى الربح، ترى أن الأستاذ يمكن تعويضه، ولكن التلميذ مصدر للأموال للمؤسسة، فلابد من الحفاظ عليه كي لا يذهب إلى أخرى.
تغيير النقاط والملاحظات بكبسة زر ورأي الأساتذة لا يهم
يضيف محدثنا أن الكشوف أصبحت تملأ باستخدام الكومبيوتر، حيث أغلبية الأساتذة لم يشاهدوها، مؤكدا أن أحد زملائه، وهو أستاذ في الرياضيات، عندما وقف على نقاط تلاميذه، بعد أن تم تضخيمها في الإدارة وتغيير الملاحظات واستبدالها بأخرى تشكر نشاط التلميذ وتشيد بنشاطه وانضباطه، قدم استقالته مباشرة في نفس اليوم.
ولا يقتصر الأمر على الأقسام في الثانوي، بل تشمل هذه الظاهرة والسلوكات حتى الابتدائي، ففي هذه المرحلة يصر الأولياء على إنجاح أبنائهم مهما كان الثمن، فيبحثون عن المدارس التي يتساهل مديروها ومعلموها في النقاط والمعدلات. تصارحنا إحدى المعلمات بأنهم يرغمون على مساعدة التلاميذ للوصول إلى السنة الخامسة، وقد ذاع صيت مدرستهم حتى بعض الأولياء الذين يرسب أبناؤهم في المدارس العمومية، يجلبونهم لتلك المدرسة الخاصة فينجحون وينتقلون.
30 مليونا سنويا لبلوغ مستوى الثالثة ثانوي
وللتحري أكثر حول هذه الظاهرة، قصدنا إحدى الثانويات الخاصة بغية التحدث لبعض التلاميذ واستفسارهم، دون أن نكشف لهم عن هويتنا الصحفية، ليصادفنا مشكل آخر، فالتلاميذ يتنقلون عبر حافلة النقل، والتي تتوقف داخل المؤسسة، فضلنا الانتظار قليلا إلى أن تمكننا من العثور على طلبنا، وهم مجموعة يتولى أولياؤهم إيصالهم.
تقربنا من إحدى الفتيات وتدعى "ليتيسيا"، بدت مستعجلة للدخول، فحاولنا استوقفناها مدعين أننا نرغب في الاستفسار عن الثانوية، وهل أساتذتها جيدون حتى يتسنى لنا التسجيل بها، فراحت ترد علينا بلغة فرنسية طليقة، إنها جيدة، فهي تدرس في السنة الثانية لغات أجنبية ومعدلها 14، وعندما أخبرناها بأنها ممتازة وحتما علاماتها جيدة، ردت علينا بأنها متفوقة في اللغات، وكذلك الأساتذة كرماء.
نفس الكرم يجمع أساتذة "ماليك"، والذي سارعت والدته على حد قوله لتسجيله في ثانوية خاصة، بعد أن رفض المدير السماح له بإعادة السنة في ثانويته العمومية السابقة لضعف مستواه الدراسي، وعدم انضباطه، فكل ما كان يهم والدته هو وصوله إلى القسم النهائي واجتياز البكالوريا، حتى وإن لم يحصل عليها، فسيسمح له مستواه بالعثور على تربص مناسب.
ليضيف حاليا "أنا في السنة الثالثة ثانوي مثلما أرادت والدتي، إنها تدفع سنويا 30 مليون سنتيم لأصل لهذا المستوى، إلا أنني لا أفقه شيئا، ولا أدري كيف سأجيب في البكالوريا، أنا حاليا أملك مستوى على الورق فقط"، ليختم كلامه "أختي ماركي رايحة تشري النيفو ماشي لقراية".
نائب رئيس منظمة أولياء التلاميذ سمير لقصوري:
المدارس الخاصة تمارس "التبزنيس" في النقاط وبيع المستويات
قال نائب رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، سمير لقصوري، إنه لا يخفى على أحد أن معظم المتوجهين للمدارس الخاصة هم التلاميذ الراسبون في المدارس العمومية وغير المقبولين فيها، فهناك يتم تلقينهم الدروس والتمارين التي سيمتحنون فيها ولا يعلمونهم شيئا، وبهذا يحاولون إيهام الأولياء الذين وضعوا ثقتهم فيهم بنجاح أبنائهم، وتحسن مستواهم، ويكون ذلك بشكل كبير في سنوات الانتقال، غير أن الامتحانات الرسمية تفضحهم.
ودعا المتحدث وزارة التربية للإشراف على المدارس الخاصمة، حتى في السنوات غير المعنية بالشهادات النهائية، فأضحت الدراسة في هذه المدارس مثل التجارة، يشترون الأعوام الدراسية والمستويات، وهم لا يفقهون شيئا، لذا على هذه المدارس توحيد امتحاناتها مع المدارس العمومية، أو إجراء امتحان الانتقال بأسئلة تضعها الوزارة، فهي الوحيدة المطالبة بإيجاد حل لهذه المدارس التجارية، والتي ترى بأنه كلما كانت النقاط مرتفعة يكون المدخول كبيرا.
مديرة مجموعة باستور التعليمية ضرباني آمال:
بعض الأولياء هم من يحملون فكرة تضخيم النقاط ويقصدون المدارس الخاصة على أساسها
اعترفت مديرة مدرسة باستور بولاية باتنة، ضرباني بوعبد الله آمال، بأن تضخيم النقاط في المدارس الخاصة معتقد شائع جدا بين أولياء التلاميذ، فهم يسجلون أبناءهم في هذه المدارس على هذا الأساس، غير أن الحقيقة -تقول المديرة- أنها ترى نفسها ناجحة مع التلميذ الضعيف عندما تساعده على تحقيق نتائج جيدة، أما الممتاز والذي يمتلك قدرات ذهنية متميزة، فلا تعتقد بأنها نجحت معه.
وكشفت مديرة باستور عن بعض الأولياء الذين يحرصون على تسجيل أبنائهم المتوسطين في المدارس الخاصة، حتى يحرزوا معدلات جيدة، وبالرغم من تحسن الطفل وإحرازه لمعدل 7 أو 7,5، غير أن أولياءهم يرفضون ذلك، ويحولونهم، لأنهم يرغبون في الحصول على معدل 9، فيغيرون لهم المدرسة وينقلونهم إلى أخرى.
وأضافت المتحدثة أنها ترفض العمل وفق هذه السياسة، فبالعكس، عندما تقدم سجل الامتحانات المتضمنة لمعدلات السنة الكاملة الخاصة بتلاميذها في الولاية ومديرية التربية، يحرزون نتائج أفضل منها بكثير في الامتحان الرسمي للسنة الخامسة، فمن يحصل على معدل 8 في الامتحانات العادية يرتفع معدله إلى 9 في الامتحان الرسمي، فالأولياء تترسخ لديهم هذه الفكرة، بعد سنة أو سنتين يكتشفون أن الامتحانات الفصلية أصعب بكثير من الرسمية، ابتداء من السنة الرابعة، أين يجري تعويده على إنجاز تمارين السنة الخامسة.
وأشارت الأستاذة ضرباني بأن هدفها هو النجاح بأعلى المعدلات، حيث نجح في امتحانات السنة الخامسة للعام الماضي 21 تلميذا بامتياز من أصل 47 مرشحا بمدرستها، مكملة أنها وبحكم خبرتها في مجال التعليم، حيث درست في جميع المراحل التعليمية المتوسط، الثانوي، وحتى الجامعي، لاحظت تدهور المستوى كل سنة أكثر من سابقتها، والسبب في ذلك عدم تكوين الأساتذة، فالجامعيون يتخرجون دون أدنى فكرة عن التعليم ليصبحوا معلمين.
رئيس الجمعية الوطنية لمؤسسات التعليم الخاصة آيت عامر سليم:
مدارسنا الخاصة تخضع لتفتيش وزارة التربية الوطنية
فند رئيس الجمعية الوطنية لمؤسسات التعليم الخاصة، آيت عامر سليم، ما يتداول عن تضخيم هذه المدارس للنقاط، فهذه الأخيرة -على حد قوله- تخضع لعمليات تفتيش من الوزارة و امتحانات وطنية في جميع المراحل، حتى إن نسبة النجاح في الامتحانات الرسمية للمرحلة الابتدائية -على حد قوله- تفوق القطاع العمومي.
وعن تذيلهم نتائج امتحانات شهادة البكالوريا، رد محدثنا بأن المرشحين هم تلاميذ القطاع العمومي، وانتقلوا للخاص لمواصلة دراستهم، فلم يحن بعد دور تلاميذ المدرسة الخاصة لاجتياز هذا الامتحان، مشيرا أن الوزارة قبل منحهم الاعتماد تجري تحقيقا شاملا على المدارس الخاصة. يكمل.. فهذه الفكرة شائعة غير أنها ليست موجودة، فهدفهم تعليم التلاميذ وليس إرضاء الأولياء، وهي تحاول جلب الأولياء والتلاميذ على المستوى التعليمي، وليس بتضخيم النقاط.
رئيس جمعية أولياء التلاميذ بمدرسة خاصة
حتى وإن طلب الأولياء ذلك سيرفض طلبهم
نفى رئيس جمعية أولياء التلاميذ بمجمع سليم للتعليم الخاص ببرج الكيفان، السيد لعقابي، وجود أي تضخيم للنقاط على مستوى المجمع الذي يتولى رئاسة جمعية أوليائه ولم يلمسها، فالمعدلات فيها الممتازة والضعيفة والمتوسطة، وهي تعكس مستوى التلاميذ -على حد قوله- فحتى وإن طلب الأولياء تضخيم نقاط أبنائهم فسيصطدمون بالرفض.
وأردف المتحدث أنه سمع عن هذه الظاهرة في بعض المدارس الخاصة الأخرى، لكنه لا يعلم عنها شيئا.