......هل خدعتنا بن غبريط؟!
الشروق : 2017.03.15قادة بن عماروزيرة التربية الوطنية وبدلا من وضع استراتيجية لمواجهة الغشّ في الامتحانات، وتقديم طريقة مُثلى لإنقاذ سُمعة المدرسة الجزائرية من الزوال، راحت تتحدّث عن استراتيجية عاجلة لمواجهة العنف، رغم تصريحها سابقا أن جميع حالات العنف وجرائم القتل التي ذهب ضحيتها أو ارتكبها تلاميذ، وقعت خارج أسوار المؤسسات التعليمية!
المهم، ليست هذه المرة الأولى التي تنفي فيها الوزيرة أمرا ثم تمارس نقيضه، لكن الملاحظ في "استراتيجية محاربة العنف" أن الترويج لها تم كأن بن غبريط وجماعتها أتوا بما لم يأتِ به الأوائل، رغم علم الجميع أن الوزير "خالد الذكر" أبو بكر بن بوزيد، وضع بدلا من استراتيجية واحدة، العشرات، لمواجهة العنف، ومثله فعل من جاء بعده، لكن بن غبريط وحين تريد توجيه الرأي العام وتضليل المواطنين، تتجه نحو إثارة مسألة شعبوية من أجل الادعاء أنها وزيرة نشيطة و.. "قايمة"!
الغريب في الاستراتيجية العظيمة، أنها أول ما بدأت، عصفت بالأساتذة وكأنّ هنالك ثأرا تريد السيدة بن غبريط نيله، وطبعا، كانت القصة بحاجة إلى "تسخين بندير" فتمّ نشر فيديو مسرّب لأستاذٍ يضرب تلميذه داخل القسم، ومن المفارقات أن الفيديو تم بثه في القنوات التلفزيونية والترويج له إعلاميا في ذات اليوم الذي أصدرت فيه بن غبريط تعليمة تنص على طرد كل أستاذ يضرب تلميذا!
وهنا لا نعرف: هل الوزيرة كانت على علم بقصة الفيديو فسبقته بالتعليمة؟ أم أن القصة حدثت صدفة؟ حيث لا يمكن التصديق مثلا أن قصة الاعتداء جديدة، فمنذ أن أنشِئت المدرسة الجزائرية و"الضرب والطرح" فيها مستفحلان!
وبالمناسبة، لا نبرّر ممارسات الضرب هنا، ولا الاعتداء على التلاميذ، لكننا نتساءل عن "سرّ" هذا التوافق الزمني العجيب، ما بين تحرّك الوزيرة وقصة الفيديو المثير للجدل؟!
توافقٌ لا يشبه سوى آخر تم في الأيام القليلة الماضية، حين ثار الجميع ضد اللقاحات وقاطع الأولياء الحملة بحجّة الخوف على حياة أبنائهم، ليتبيَّن أن الأزمة سببها استمارات تم توزيعُها على المدارس، ولا أحد يعلم من أمر بها، فحتى الوزيرة التي صرحت "بتاريخ 4 مارس" أنه يتعين على الأولياء توقيع تلك الاستمارات، عادت بعد أربعة أيام لتصف توزيعها بغير القانوني!
هذا اللغط توافق مع استقبال بن غبريط ممثلي منظمة "اليونيسكو" ووضعها 300 مدرسة "تحت التجريب" لنقلها إلى ما وصفته "مرحلة الانفتاح" كما تخلَّصت من مقاربة الكفاءات مثلما أوصتها الخبرة الفرنسية وطالبت بإعادة النظر في منهجية المدارس القرآنية! كل ذلك تم في أسبوع اللقاحات، فهل تعمدت بن غبريط فعل ذلك؟ وهل ورَّطت وزارة الصحة واستعملتها من حيث لا تدري؟ أم أن في القصة تفاصيل أخرى لا نعلمها؟.. تساؤلات من حق الجميع طرحها ومن واجب الوزيرة أن تردّ عليها عاجلا!
قادة بن عمار