عدد المساهمات : 9745 نقاط : 37940 تاريخ التسجيل : 21/08/2007
موضوع: أطفال سقطوا في “المقلاة” وآخرون ماتوا تحت العجلات 5/6/2019, 22:58
........ أطفال سقطوا في “المقلاة” وآخرون ماتوا تحت العجلات
الإهمال القاتل داخل الأسر:
الشروق : 2019.06.05
تجاوز الإهمال في الأسر الجزائرية الحدود، لهذا تكون نتائجه في الغالب وخيمة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالأطفال والرضع، الذين لا يقدّرون عواقب الأشياء، لذا يدفعون ثمنها غاليا جدا، وهم لا يدرون.. نتج هذا عن الانشغالات الكثيرة التي تمر بها الأسرة اليوم، خاصة في ظل ظهور التكنولوجيا الحديثة، التي ألهت وشغلت أغلبنا اليوم، سواء بالتسمر أمام شاشات التلفزيون من أجل المسلسلات والأفلام، أم على شاشات الهواتف النقالة، التي أصبحت خير جليس لأغلبنا في كل مكان. تصادفنا في الشارع أو في الأماكن العمومية الكثير من العينات، لأطفال صغار يحملون تشوهات خلقية لم يولدوا بها، لكنها لحقت بهم في السنوات الأولى من حياتهم، بقيت آثارها مرسومة على محياهم البريء، وهذا نتيجة للإهمال أو انشغال أفراد الأسرة عنهم.. فقد كان كلٌّ في شأن، ولم ينتبهوا حتى قضي الأمر. ومن يقوم بزيارة أو زار المستشفى الخاص بحروق الأطفال من كل الأعمار، سوف لن يتمالك نفسه، أمام مناظر لأطفال صغار، وقد ذهبت ملامحهم في مهب الريح، نتيجة حروق متفاوتة الخطورة، قد تصل في بعض الأحيان إلى التشوه الكلي. استطعنا أن نقف على بعض الحوادث التي لحقت بالأطفال المساكين، وأهلهم مشغولون أمام شاشات التلفاز أو الهواتف النقالة التي أصبحت المخدر للكثير منا.. تروي لنا شابة حديثة الزواج، قصة وقوع ولدها، الذي لم يتجاوز السنتين، في “المقلاة”، وهي في غفلة عنه، فكانت قاب قوسين من الطلاق، لأنها المسؤولة عنه، خاصة أن الواقعة وقعت في النهار، أي إنها كانت الوحيدة إلى جانبه. لذا، فقد وجهت إليها أصابع الاتهام في الإهمال وعدم مراقبة الطفل، من طرف الزوج وأهله.. واستدعى الأمر بعد الحادثة، مكوثها معه في المستشفى لأسابيع عديدة، كادت أن تفارق الحياة قبله، نتيجة لامتناعها عن الأكل حزنا على فلذة كبدها، خاصة أنه سقط على المقلاة بصدره وكان احتمال فقدان بصره واردا جدا بعد الحادثة. حدثت له تشوهات كبيرة في وجهه وفي جسمه “الصدر”، لم تخف عنا السبب، فقد كانت بعيدة عنه تشاهد برنامجا خاصا على شاشة التلفاز. ولعل من القصص المؤثرة التي وقفنا عليها، وفاة طفلين صغيرين في ثلاجة للتجميد.. ففي غفلة من أهل البيت، وانشغال كل واحد بأموره، دخل التوأمان إلى الثلاجة، فانغلق الباب بعد دخولهما مباشرة، ولم ينتبه أفراد الأسرة إلا بعد فوات الأوان. وبعد بحث طويل، في كل زوايا البيت دون جدوى، ولم ينتبه أحد إلى أنهما داخل الثلاجة، التي كانت موضوعة في الطابق السفلي، وحين تفطن أحد من العائلة، كانت روحهما البريئة قد صعدت إلى خالقهما، في صورة تدمي العين وتفطر القلب.. وبالإضافة إلى هذا، موت كثير من الأطفال تحت عجلات سيارات آبائهم، وغيرها من الحوادث التي تحدث يوميا نتيجة للغفلة وسوء تقدير الأمور، ما تسبب في كثير من الأحيان في حوادث مؤلمة للأسر، ألحقت أضرارا جسدية ومميتة لأطفال أبرياء، ذنبهم الوحيد هو البحث عن الحرية دون قيد، سواء في الصعود أم النزول، واللمس دون معرفة الخواطر التي قد تلحق بهم، وأهلهم غافلون. إن الأصل في كل الحوادث التي تلحق بالأطفال الصغار في البيوت، هو قدر ومكتوب وهو أمر مفروغ منه، ولا نقاش فيه، غير أن الإهمال وعدم الاهتمام والانشغال أمام الشاشات والهواتف النقالة أصبحت اليوم من الأسباب الرئيسة، التي تتسبب في هذه الحوادث، لأنها تحولت إلى مُلهيات حجبت عنا الكثير من الأمور، وفتحت أبواب الخطر على أولادنا ونحن لا ندري.